عنوان الفتوى : هل يقبل التائب من الزنا زوجا
أريد أن أسأل سؤالا يتعلق بتقدم شاب لخطبتي ولقد استخرت الله والآن في حاجة لمشورتكم أحسبه على خير ولا أزكي على الله أحدا، فهو شاب الكل يتوسم به الخير وسمعته طيبة وذو عمل شريف وناجح ويتقي الله كما أراه ولكن المشكلة أنني علمت أنه كان زانيا وأكثر من مرة ومرتين وثلاثة كثيرا كثيرا وذلك كان منذ فترة كبيرة، ولقد تاب إلى الله واعتمر لبيت الله الحرام وقرأ كثيرا واستغفر كثيرا ويسأل الله أن يغفر له ذنبه ولكني متخوفة من ذلك الماضي، وفي ذات الوقت أجدني أرضى بدينه وخلقه كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أخشى أن يكون قد أثر ماضيه على سلوكه ولكني أعود وأقول إنه رجع إلى الله وتاب إليه فلا يخذله أبدا وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإن كان رب العباد وعده بالمغفرة إن استغفره ...فها أنا وما أنا التي تعامله بذنب تاب منه فلقد أخافني تعليق من إحدى المعلمات بالمسجد بأن قالت أنه سيظل طيلة عمره يقارن بين زوجته وبين اللواتي زنا معهن وستظل عقبة طيلة حياته وخافني ما سمعت مما قالت إنه ليس ببعيد أن يكون انتقل له أحد الأمراض ومن قال إنه ستكون (عينه زائغة) أي ينظر نظرات شهوة للفتيات ولكن تحدثني نفسي لماذا الافتراء على شاب أذنب وتاب فماذا يفعل هو إذا ليتقي كلامهن هل يزني ويعود للفاحشة حتى يعف نفسه فماذا يفعل أكثر من أنه انتقى فتاة رأى بها العفاف (نسأل الله ذلك) ليعف نفسه فماذا يفعل وما المطلوب منه أن يفعل فوالله أجده إنسانا شفافا يستن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يستطيع أن يتبع فيه السنة لا أعرف بداخلي صراعا أقبله لأعفه وأعف ذاتي وأتوكل على الله ونيتي لله ولا أسمع لكلام أحد سوى كلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال التائب من الذنب كمن لا ذنب الله أم أني أرفضه استسلاما وخوفا لتلك الهواجس والمخاوف. أفيدونى أكرمكم الله وأعزكم وأرجو أن يكون الرد مستفيضا بالشرح والتفصيل حتى تهدأ نفسي خاصة نقطة الخوف من المقارنة بيني وبين اللواتي زنى معهن وهل يعقل أن يكون تاب إلى الله وأنه نادم ويقترف ذاته على فعلته وبعد كل ذلك يقارن بين زوجته حلالا وما فعله حراما؟ أفيدوني أقبله أم لا؟ مع العلم أني لا أخشى من ناحية الشك به آجلا بإذن الله حيث إني واثقة أنه من يتقي الله ويتوب إليه يتوب عليه الله إن شاء الله أفيدوني أكرمكم الله أقبله أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأمرك ولله الحمد بسيط ولا داعي للاستفاضة، فهذا الرجل إن كان تاب إلى الله تعالى توبة صادقة، والغالب أن ذلك لا يخفى على من يعرفه ، وكان سليما من الأمراض المعدية فلا داعي لرفضه لما سبق أن ارتكبه وتاب منه، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا سيما إذا كان ذا دين وخلق.
أما إن كان الرجل لا يزال مصراً على المعاصي أو كان تلوث بالأمراض المترتبة على الفواحش فلا نرى أن تقبليه لأنه لا يؤمَن أن يفسد عليك دينك أو يجور عليك في حقك أو يصيبك بسببه مرض من الأمراض التي تلوث بها.
والله أعلم.