عنوان الفتوى : أمور تعين على الالتزام
أنا شاب في العشرين من عمري أحب الصلاة كثيراً و أشعر بالراحة والسكينة حين أؤديها ولكني خلال العشر سنوات الماضية لم أكن أؤديها بشكل منتظم وأشعر بالحزن والندم على ذلك فكيف لي أن أحافظ على حق الله علي أفيدوني أفادكم الله .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فاعلم أيها الأخ المبارك أن الشيطان حريص على إضلال العبد وإفساده وإيقاعه في المهالك . وإنه ليفهم من خلال سؤالك بداية خير تعيشها ألا وهي لوم النفس وتأنيبها على التقصير في حق الله سبحانه وتعالى. فإنه متى ما ملك العبد هذه النفس التي تؤنبه بين فترة وأخرى فإنه يكون على خير أما أهل النفوس الميتة والقلوب القاسية فإنهم لا يهتمون بأنفسهم ولا فيما ينوبها من تقصير فالواجب عليك أخي الكريم أن تعلم أن الذي أمرك بالصلاة هو الله الذي خلقك ورزقك وأعطاك من الصحة والعافية والسعة في المعيشة مالم يعطه لكثير من عباده وفوق هذا كله أنعم عليك بنعمة الإيمان به وهي أعظم نعمة أنعم بها الله على عباده فلا تقابل هذه النعم بالتقصير في حق الله. ثم إنه من المهم أن تعرف ما هو سبب تهاونك في الصلاة هل السبب أصدقاء السوء أو أن السبب في ذلك كان بسبب معصية من المعاصي كنظرة إلى حرام أو معصية للوالدين أو غير ذلك مما يكون سبباً في حرمان الشخص من الطاعة، ثم اعلم أخي الكريم أنك لو قرأت في سير الصالحين من الصحابة والتابعين وغيرهم لرأيتهم يحافظون على الصلاة ويحزنون الحزن الشديد على فوات تكبيرة الإحرام فضلاً على فوات صلاة بأكملها بل نقل عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه ما فاتته تكبيرة الإحرام منذ أربعين سنة. فليكن في أمثال هؤلاء الصالحين أسوة وقدوة حسنة ثم اعلم أخيراً أن لهذه الصلاة أوقاتا محددة كما قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)[النساء:103] فلا تؤد صلاة في غير وقتها وإن فاتك شيء منها فاقضها واحرص على العودة إلى ما كنت عليه من خير وطمأنينة وسكينة وأكثر من الاستغفار فإن الشخص ما يبتلى إلا بذنوبه وقانا الله وإياك من شر الذنوب. والله تعالى أعلم.