عنوان الفتوى : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
فتاة أجنبية أسلمت وكانت تحت رعاية عائلة مسلمة تزورهم ويعلمونها عن الدينوبعد فترة قطعت علاقتها مع كل من تعرفه من المسلمين ثم عادت إلى ضلالها القديم وقالت إنها من الآن ليست مسلمة مع العلم أن كل من تعرفت عليها في فترة إسلامها قدم لها كل الحب والرعاية لا تحلم به فتاة أخرى غير مسلمة في مثل عمرها باعتراف من عندها، أي أنها باختصار فضلت حياتها القديمة على حياة المسلمين لما لها من تطهير النفوس والابتعاد عن المحرمات . و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأولى والأفضل أن تدعو لهذه الفتاة بالهداية والرجوع إلى الله تعالى وإلى دينه العظيم. فهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم. حتى مع الكفار والأعداء الذين أذوه وقاتلوه.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد دوسا. رواه البخاري ومسلم. وقال: اللهم اهد ثقيفا. رواه أحمد والترمذي. وقال:.. إن الله لم يبعثني طعانا ولا لعانا، ولكن بعثني داعيا ورحمة... اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. رواه البيهقي في شعب الإيمان. وسبب الدعاء لهم أن بعض الصحابة قال له بعد ما أصابه يوم أحد: ادع عليهم يا رسول الله.
وهذا الدين إنما جاء رحمة للعالمين وللناس أجمعين كما قال سبحانه مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. وكما قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه: إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا. رواه مسلم. وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه هذه الأخلاق الراقية والتسامح والعفو والصفح عن الآخرين ويقول لهم: إنما بعثتم مبشرين.
وعن بعض أحكام المرتد نرجو أن تطلع على الفتويين: 44606، 16502 .
والله أعلم.