عنوان الفتوى : هل يقبل الرجل الذي اهتدى بعد ماضيه السيء زوجا
أنا فتاة لم أتزوج بعد، وأرتدي الزي الشرعي (النقاب)، هناك شاب في الثامنة والثلاثين من عمره، ملتح، وحاصل علي بكالوريوس في الطب والجراحة، وآخر في العلوم الصيدلية، ولديه مجموعة كبرى من الصيدليات في بلدنا.. التزم منذ خمس سنوات تقريبا، ويعتمر مرتين كل عام، وقد كان يعيش من قبل حياة الشاب المترف غير المتدين والتي لا أعرف عنها شيئا.. بعد التزامه لم يستطع الإقلاع عن التدخين.. إلا أنه ترك كل المخالفات الشرعية التي كان يفعلها من قبيل التهاون في الصلاة وسماع الأغاني وغيرها... كما أن لديه الآن صحبة صالحة.. وهو يبحث عن فتاة في مثل عمري 25 عاما على الأقل وتحمل مواصفاتي، ومن المتوقع جدا أن يتقدم لي وذلك لوجود صلة معرفة ولأن أحد أقربائي قد حدثه عني، وأنا لا أعرف كيف أقابل طلبه هذا بالقبول أم بالرفض؟! وخاصة أن أسرته غير ملتزمة بالمرة، ووالدته سيدة مترفة وللأسف متبرجة، ترتاد النوادي وتصحب معها كلبا وتربي القطط.. والده متوفى منذ بضع سنوات وترك لأبنائه ثروة طائلة.. كلهم متزوجون إلا هو رغم أنه أكبرهم سنا.. أما أسرتي فهي أسرة ميسورة الحال، ومتدينة والحمد لله، ووالدي توفاه الله منذ خمس سنوات تقريبا.. رأيته في منامي مؤخرا يقول لي: أنه سوف يزوجني هذا الشاب، وعلي أن أستعد لذلك.. والعجيب أن كل أحلامي تشير إلي أن زوجي لن يكون ملتزما بدرجة كبيرة كما أرجو.. إلا أنه سيصير للأفضل بإذن الله وأنا بجانبه، وسوف أضرب مثالا: رأيت أنني في محل أحذية.. فوجدت حذاء لونه أخضر إلا أن التراب يعلوه بشكل كثيف.. فعكفت على تنظيفه إلى أن صار نظيفا، ولم أكن أنوي شراءه لزخرفة رأيتها فيه لم تعجبني، ولكن أختي حثتني على ارتدائه وقالت إنه حذاء قيم ولا يرتديه إلا الأغنياء، فارتديته ووجدته مريحا جدا ونويت شراءه.. مع العلم بأنه في فترة معينة كان يتقدم لي فيها الخطاب بكثرة ولم يحدث وفاق مع أحدهم.. كنت أرى في منامي أنني في محل أحذية ولا أجد ما يناسبني أبدا.. إلى أن رأيت ذلك الحلم السابق قبل أدائي للعمرة مباشرة، فرجوت من الله قرب زواجي، والله أعلم، إنني في حيرة من أمري.. هل أتزوج مثل هذا الشاب.. رغم أنني أرجو دائما من الله وأدعوه أن يرزقني زوجا صالحا من منبت طيب يعينني على طاعة الله.. كما أن الفارق الديني والمادي الشاسع بين عائلتي وعائلته يؤرقني جدا؟ وجزاكم الله خيراً على سعة صدركم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الشاب قد تاب من ماضيه السيء والتزم بأوامر الدين واجتنب نواهيه وابتعد عن مواطن السوء وأهله وأبدلهم بالطاعات وأهل الفضل والصلاح فلا مانع من قبوله زوجاً بل ذلك أمر محمود، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
وينبغي أن تستخيري لله تعالى وتشاوري العقلاء من أهلك، ثم تفعلي ما تطمئن إليه نفسك، أما ما ذكرت من كونه من عائلة غير ملتزمة أو أنه أمه غير مستقيمة فهذه الأمور وإن كانت غير طيبة في نفسها إلا أنها لا تنقص من قيمة هذا الشاب، وذلك أن انحراف أسرته وعدم استقامتها ليس مسؤولاً عنه، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، نعم عليه أن ينصح أمه ويعظها ويدعوها إلى ترك المعاصي فإن استجابت فذاك وإلا فلا يلحقه بذلك إثم ولا عار.
ولك أن تشترطي عليه أن يسكنك في سكن مستقل بك، أما مسألة التدخين فهذه معصية نرجو أن يتركها في المستقبل وذلك بدوام نصحك له وتبيين مخاطرها الصحية ثم بتأثير رفقته الطيبة الصالحة، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.