عنوان الفتوى : موقف الشرع من السفر لبلاد الكفر لتعلم اللغة
ما حكم الذهاب لدراسة اللغة الإنجليزية في نيوزلندا أو بعض الدول الأخرى علما أن الإقامة هناك مع عائلة، والمدة شهر أو شهران وجزيتم خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل عدم جواز الإقامة بين ظهراني المشركين والكفرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين. وفي رواية: لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم. رواه الترمذي وأبو داود.
وقد أجاز العلماء السفر إلى بلادهم للحاجة من غير إقامة فيها، كأن يكون لتجارة أو طلب علم لا يوجد في بلاد المسلمين، أو لعلاج أو للدعوة إلى الله تعالى ونحو ذلك إن ضبط بالضوابط الشرعية، وقد بينا بعض ذلك والمحاذير المترتبة على السفر إلى تلك البلاد في الفتوى رقم: 2007 وليس السفر لمجرد دراسة اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات مما يبرر السفر إلى بلاد الكفر، وذلك لإمكانية دراسة تلك اللغات ببلاد المسلمين، بل إن معاهد تلك الدول التي تدرس لغاتهم متوفرة في البلاد الإسلامية، كما أنه لا تجوز الإقامة مع عائلة لا تلتزم بأحكام الشرع وضوابطه، إذ لا يمكن التحرز من رؤية نسائها العاريات المتبرجات، ولا تؤمن الفتنة حينئذ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مساكنتهم كما في الحديث السابق.
فلا يجوز لك أن تسافر إلى تلك البلاد لدراسة اللغة فقط، ولا أن تقيم مع عائلة لا تلتزم بأحكام الشرع وآدابه.
وأما حكم دراسة اللغة الأجنبية في معاهد الكفار ومدارسهم فراجع فيه الفتوى رقم: 31707 والفتوى رقم: 8221.
والله أعلم.