عنوان الفتوى : العجب وعلاجه
بسم الله الرحمن الرحيم........ بارك الله فيكم وزادكم من فضله وعلمه وكرمه سؤالى عن العجب وهو هل لو رأيت فى نفسي شيئاً عظيماً وكبيراً فلم ألتفت وأركن إليه بل تجاهلته وأعرضت عنه وأضفته إلى الله حيث إنه نعمة منه وليس كونها أنها صفتي.. ولكنني بعد ذلك أعلم باطنا أن ذلك شيء عظيم ورفعه وهو صفتي، فهل ذلك يعتبر عجبا خفيا ومن المفروض أن لا أرى لي نفسي حالا "ومقاما" فى الدين وفي الدنيا أي أنني (من أفسق الناس وأحقرهم)، وإن فعلت ذلك كيف أستطيع أن أشكر الله، مع العلم بأن ليس بي أي حسنة، أفيدوني أفادكم الله؟ وبارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعجب كما فسره الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين: هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم.
وليس منه ما يحصل للمرء من السرور بما يفعله من الطاعات، بل إن ذلك دليل على إيمانه، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإثم؟ قال: إذا حاك في نفسك شيء فدعه. قال: فما الإيمان؟ قال: إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن. رواه أحمد بإسناد صحيح.
وليس يلزم لنجاة الشخص من العجب أن يعتبر نفسه من أفسق الناس وأحقرهم، ولا أن يعتبر نفسه فاسقاً أو حقيراً، ولا أن لا يشعر بأنه في نعمة قد من الله عليه بها، بل المطلوب أن لا يستعظم تلك النعم أو يركن إليها، وأن لا ينسى إضافتها إلى الله تعالى، وأن يصرفها فيما يرضي الله، ولا شك في أن الشعور بالنعمة هو أول خطوة لشكرها، فمن لم ير نفسه في نعمة لم يتصور منه شكر النعم.
والله أعلم.