الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله كل خير على حرصك على أن لا تورد في خطبك ومواعظك إلا ما صحت نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. رواه مسلم.

وأما سوى الأحاديث النبوية من القصص التي يتداولها الوعاظ فلا يشترط القطع بثبوتها، لأنها لا يقصد منها أخذ حكم شرعي وإنما يقصد منها الاعتبار، ولكن يشترط عند إيراد ما لا يتيقن ثبوته أن يصدر بصيغة تفيد عدم القطع بثبوته عندك كأن تقول: حكي أو قيل أو أن تحيل على المصدر الذي نقلتها منه.

وإن من أعظم الكتب التي عنيت بنقل الكثير من أخبار السلف وزهدهم وجهادهم وحرصهم على الخيرات كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، ومختصره نزهة الفضلاء في اختصار سير أعلام النبلاء لمحمد حسن عقيل موسى. وكتاب حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم، ومختصراته التي من أهمها صفة الصفوة لابن الجوزي، وتهذيب حلية الأولياء لصالح الشامي، وكذلك يمكنك الانتفاع بكتب التواريخ مثل البداية والنهاية للحافظ ابن كثير، فإن في أحداث التاريخ وعبره ما يشكل زادا ينتفع به الخطيب لتأكيد فكرته.

هذا وإن الواعظ والخطيب لا يستغني عن كتب الإمام ابن الجوزي والإمام ابن القيم، وإن من أهم كتب ابن الجوزي في الوعظ: التبصرة، والمدهش، ومن أهم كتب ابن القيم في الوعظ والتربية كتاب مدارج السالكين.

ونبشرك بأن هناك كتابا اجتهد مصنفه في ذكر آثار السلف بعد الآيات والأحاديث المذكورة في كل باب من أبواب رياض الصالحين اسمه منجد الخطيب تأليف أحمد صفر السويدي وهو من مطبوعات دار ابن حزم.

والله أعلم.