عنوان الفتوى : حكم الاستشفاء بماء معين والذبح عنده

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أخونا يقول: توجد في جنوب الأردن المياه المعدنية، والتي يطلق عليها: برك سليمان بن داود ، فيقصدها الناس للاستجمام والشفاء، ويحضرون معهم الذبائح لذبحها حال وصولهم، فما حكم ذبح مثل هذه الذبائح، أفيدونا بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الجواب: إذا كان الماء المذكور مجرباً معروفاً ينفع من بعض الأمراض، فلا بأس بذلك؛ لأن الله جعل في بعض المياه فائدة لبعض الأمراض، فإذا عرف بالتجارب أن هذا الماء ينفع من بعض الأمراض المعينة كالرومتزم أو غيره، فلا بأس بذلك.
أما الذبائح ففيها تفصيل: فإن كان الذبائح إنما تذبح من أجل حاجتهم وأكلهم ونحو ذلك، وما يقع لهم من ضيوف، فلا بأس بذلك، فإن كانت تذبح لأجل شيء آخر؛ لأجل التقرب إلى الماء؛ أو التقرب إلى الجن؛ أو التقرب إلى الأنبياء؛ أو ما أشبه ذلك من الاعتقادات الفاسدة.. هذا لا يجوز؛ لأن الله يقول سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162-163]، ويقول سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]، فالذبح لله، والنسك لله، والصلاة لله، فليس له أنه يذبح للجن، أو للنجم الفلاني، أو الكوكب الفلاني، أو الماء الفلاني، أو النبي الفلاني، أو شخص أي شخص، بل التقرب كله لله وحده سبحانه وتعالى، بالذبائح والصلوات وسائر العبادات، يقول سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، ويقول سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5]، ويقول : فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[الزمر:2-3].
والذبح من أهم العبادات، ومن أفضل العبادات، فإذا كان المقصود من هذه الذبائح الأكل؛ لأنهم جالسون هناك، فيذبحونها للأكل والحاجة فلا بأس، أما إن كان الذبح لأمر آخر ولقصد آخر، إما لأجل المكان من أجل مسألة الماء، يذبح من أجل الماء، أو من أجل الجن، أو من أجل ملك من الملائكة يقصدونه، أو نبي من الأنبياء يقصدونه ويتقربون إليه، أو أي شخص كان، أو أي كوكب، أو أي صنم، أو أي وثن، هذا كله شرك بالله عز وجل، فيجب الحذر والله المستعان. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من ذبح لغير الله» خرجه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث علي رضي الله عنه أمير المؤمنين. نعم. ، و، ، كأكأ