عنوان الفتوى : هجرة الصديق ذي الأفكار الفاسدة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كان لي صديق مقرب إلى نفسي ولقد دامت صداقتنا لسنين طويلة, إلا أنه في الفترة الأخيرة اهتم بقراءة الكتب الغربية ودخل كلية فلسفة فتغير فكره وأصبح يخرج علينا بأفكار شاذة مضادة لما هو معروف في الدين, كان آخرها أنه يدعو إلى عدم فرضية الحجاب ولقد عرفت عنه العناد وقوة الحجة, فيصعب على رجل غير متخصص مثلي في الدين تصحيح أفكاره, بل إني على العكس أخشى من أن أفكاره الفاسدة تتسرب إلي, لهذا قررت مقاطعته, فهل مقاطعة مثل هذا الشخص حرام شرعاً؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السعي في هداية صديقك وتحصينه من الشبه التي يوردها الشياطين على قلبه انطلاقا مما شرعه الله من التواصى بالحق والصبر والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ السعي في ذلك أمر مرغب فيه شرعاً فينبغي أن تستخدم في ذلك مايمكنك. وإن لم تكن طاقتك العلمية تمكنك من مباشرة ذلك بنفسك فاستعن بمن يمكنه ذلك من المتخصصين ليجادل هذا الصديق بالتي هي أحسن، وأعره ما تيسر من الكتب والأشرطة النافعة في هذا المجال. وإن خشيت على نفسك من التأثر بأفكاره الشاذة فاحذر مجالسته فإن خليل السوء وجليس السوء قد يؤثر على صاحبه تأثيرا سيئا، كما في الحديث: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وفي الحديث: مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك أما أن يحذيك وأما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير أما أن يحرق ثيابك وأما أن تجد منه ريحا منتنة. رواه البخاري ومسلم. وراجع في هجره للمصلحة وحكم دراسة الفلسفة الفتاوى التالية أرقامها: 7119 ، 19998 ، 15514 ،29417 .

فقد بينا فيها مشروعية هجره

والله أعلم.