عنوان الفتوى : حكم قراءة المسلم في التوراة والإنجيل
أختنا تسأل سؤالاً آخر وتقول: لي جارة مسيحية، وذات يومٍ دفعني الفضول وحب الاستطلاع على ما جاء في الإنجيل، فاستعرت الكتاب للتعرف على ما جاء فيه من الخطأ، وقرأت الكتاب وأعدته إلى صاحبته دون علم أهلي بذلك، ولكن منذ قراءة الإنجيل وإلى حد الآن لم أذق معنى الراحة، وأتساءل مع نفسي: هل قرأت عبارةً أخرجتني من إسلامي؟ وإذا قرأت هل بهذه البساطة أصبحت على دين المسيح ؟ وهل؟ وهل؟ أسئلةٌ كثيرة تراودني منذ قراءة الإنجيل، أرجو أن تتفضلوا بتوجيهي لو تكرمتم؟ play max volume
الجواب: ليس عليك حرج في ذلك، والحمد لله إسلامك على حاله ولم يتأثر بهذه القراءة، ولكن المشروع للمؤمن أن يستغني بكتاب الله، عن التوراة والإنجيل، هذان الكتابان كانا كتابين عظيمين منزلين من عند الله ، ولكن حرفهما اليهود والنصارى وغيروا وبدلوا، فهما الآن لا يؤمنان من التحريف والتبديل، وفيهما من التحريف والتبديل ما لا يحصيه إلا الله ، فينبغي للمؤمن أن لا يقرأهما وأن لا يشتغل بهما، إلا من كان عنده علم وبصيرة بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وعنده علم بما غيره اليهود والنصارى وحرفوه، فيطالع في التوراة وفي الإنجيل للرد عليهم وبيان أباطيلهم وضلالاتهم، فهذا له ذلك عند أهل العلم، للحاجة والضرورة إلى الرد عليهم وبيان أباطيلهم، أما عامة المسلمين، وعامة طلبة العلم، فليس لهم حاجة في ذلك، فلا ينبغي لهم الاشتغال بهذين الكتابين، ولا مراجعتهما ولا قراءتهما، وأنت بحمد الله ما دمت لم تتأثري بذلك، وإنما قرأتيه ثم رددته على صاحبته، فليس عليك شيء، إنما يضرك لو فعلت شيئاً مما يأمر به الإنجيل، أو يدعو إليه الإنجيل مما يخالف شرع الله سبحانه وتعالى ، أما مجرد الاطلاع فلا يضرك، ولكن ننصحك بترك ذلك في المستقبل.