عنوان الفتوى : حكم منع من يتسبب بضرر المسجد من دخوله

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

يعطي القانون الألماني لكل صاحب عقار الحق في أن يمنع من يشاء من دخول العقار إذا رأي في ذلك ضررا عليه. ونحن في مجلس إدارة الجمعية الإسلامية في مدينة براونشفايج استعملنا هذا الحق في منع ثلاث من الشباب من دخول المسجد مرة أخرى بعد أن تسببوا في ضرر بالغ للجمعية حيث إنه حدث بينهم في المسجد شجار تطور إلى معركة بالأيدي وسحب أحدهم سكينا وأراد أن يطعن به آخر لولا تدخل بعض النساء اللاتي كن يدرسن الأطفال في المسجد في هذا الوقت وجرحت إحداهن من السكين وانهارت أخرى ونقلت إلى المستشفى بسيارة إسعاف وأصاب ذلك الفعل الأطفال الموجودين بصدمة وسيبقى ذلك الحادث المؤسف في ذاكرتهم لن ينسوه بسهولة. بعدها حدث شجار آخر وصياح ولغط في المسجد وسباب لم نعتد عليه ولولا تدخل بعض المصلين لكانت هناك معركة أخرى يعلم الله مداها، فقال مدير الجمعية للناس إن من يفعل ذلك مرة أخرى سوف يمنع من دخول المسجد حيث إن السكوت على ذلك سيضر بالإسلام والمسلمين ويكفي أن تعلم إحدى الصحف المحلية بوجود عراك في المسجد فستكون فرصة كبيرة للكلام على أن المسلمين يهددون أمن المدينة وخلافه وقد يغلق المسجد من جراء هذه التصرفات الهوجاء. أحد هؤلاء المتهورين يقول لنا لا يجوز أن تمنعوا مسلما من دخول المسجد لأن الرسول لم يطرد أحدا من المسجد وأن هذا تصرف غير شرعي! الرجاء إفادتنا في هذا الأمر علما بأنه هناك مساجد أخرى بالمدينة للمسلين الأتراك ممكن لمن يمنع من مسجدنا أن يصلي بها. وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على القائم على المسجد أن يمنع من دخول المسجد من يتسبب في إلحاق الضرر والتشويه بالإسلام والمسلمين إذا دخل المسجد، وربما تسببت مشاكله في إغلاق المسجد وحرمان المسلمين من الصلاة فيه. ولا شك أن الحفاظ على بقاء المسجد مفتوحاً ليصلي فيه عموم المسلمين ودفع المشاكل الحاصلة فيه بسبب هؤلاء الأشخاص مقدم على تركهم يؤدون صلاة الجماعة في المسجد، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من أكل ثوماً أوبصلاً أن يدخل المسجد؛ وما ذلك إلا للأذى الذي يحصل للناس بسببه، فهولاء أعظم منه أذى وضرراً وتشويها للإسلام والمسلمين. وننصحكم ـ قبل منعهم ـ بإسداء النصيحة لهم برفق وحكمة، وأن تبينوا لهم سوء عاقبة فعلهم لعلهم يرجعون عما هم فيه.

والله أعلم.