عنوان الفتوى : استفراغ الوسع ثم طلب العون من الله مع التسليم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لقد قال الله تعالى "والله فضل بعضكم على بعض في الرزق" فأنا أتعب في دراستي وأبذل جهدا إلا أنني لا أحصل على النتائج التي ترضيني وتشجعني لبذل جهد أكبر,وبالرغم من أنه لي صديقات يبذلون جهدا أقل ومستوى ذكائهم أقل مني أيضا ألا أنهن يحصلن على درجات أكبر,فهل تفسير هذه الآية هو الجواب بأنني مهما سأبذل من جهد فإنني سأجد أخريات أعلى مني فقط لأن الله فضلهن في الرزق أم ماذا؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلتعلم السائلة الكريمة أن الأمر كله بيد الله يفعل منه ما يشاء ويقدر، ففي سنن ابن ماجه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس: اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم. قال الشيخ الألباني: صحيح.

وفي تفسير الآية التي أوردت في سؤالك قال صاحب فتح القدير: والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فجعلكم متفاوتين فيه، فوسع على بعض عباده حتى جعل له من الرزق ما يكفي ألوفا مؤلفة من بني آدم، وضيقه على بعض عباده حتى صار لا يجد القوت إلا بسؤال الناس والتكفف لهم، وذلك لحكمة بالغة تقصر عقول العباد عن تعقلها والاطلاع على حقيقة أسبابها، وكما جعل التفاوت بين عباده في المال جعله بينهم في العقل والعلم والفهم، وقوة البدن وضعفه، والحسن والقبح، والصحة والسقم وغير ذلك من الأحوال.

والله قد وضع لكل شيء سببا، فجعل المال لمن يجتهد في طلبه، والنجاح لمن يراجع دروسه، ويصغي لشرح المدرس وغير ذلك من الأسباب، ومن هذا قول الرسول الكريم: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له. متفق عليه. فعليك أن لا تتشاءمي أو تقنطي من التفوق في الامتحان، وابذلي جهدك في ذلك، ولن يضيع الله سعيك.

والله أعلم.