عنوان الفتوى : معنى "أنتم أعلم بأمور دنياكم"
جزاكم الله خيرا عما تبذلونه من عمل وأدعو من الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم....وسؤالي هو أني قرأت من حديث طويل في أحد الكتب للرسول صلى الله عليه وسلم قوله ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ولم أجد سنده ..فإذا كان هذا الحديث صحيحا فما هو مقصده الشرعي وهل يجوز لنا أن نعممه على سائر الأمور الدنيوية لنا أو بعبارة أخرى هل يمكن شرعا للناس الاجتهاد الفردي بناء على العقل في أمور تنفعهم في دنياهم ؟. وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما ذكرته هو جزء من حديث صحيح، فقد أخرج مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال: لو لم تفعلوا لصلح، قال: فخرج شيصا " تمرا رديئا" فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا.. قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم. كما ذكره ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه وغيرهم بروايات مختلفة.
وقد بوب له النووي في شرحه على صحيح مسلم فقال: باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا على سيبل الرأي.اهـ فذلك هو المقصد الشرعي وهو عام في سائر الأمور الدنيوية، فيمكن لكل فرد أن يجتهد في أموره الدنيوية الخاصة بما يناسبه وينفعه، فله أن يبني داره -مثلا- إلى أي جهة تناسبه، ويزرع مزرعته بما يفيده. فلا دخل للشارع في ذلك؛ اللهم إلا من ناحية تقنينه للمسائل، مثل تحريمه للإسراف أو التقتير أو الإضرار بالغير ونحو ذلك من الأمور العامة التي تجري في كل المسائل تقريبا. وللاستزادة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 57742.