عنوان الفتوى : العلم بالدين والدنيا
يقول النبي عليه السلام: إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فخذوا به.. وإذا أمرتكم بشيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمر دنياكمٌ قرأت هذا الحديث في أحد المواضيع فهل هو حديث صحيح؟ وفي هذه الحالة أريد ان أعرف لأي مدي يكون أعلم بدنياه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المعنى المشار إليه في السؤال صحيح، وقد ورد في عدة أحاديث صحيحة منها ما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون (النخل) فقال: لو لم تفعلوا لصلح قال: فخرج شيصاً (تمراً رديئاً)، فمر بهم فقال: مالنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا... قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم.
وفي صحيح ابن خزيمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما ناموا عن صلاة الفجر قال بعضهم لبعض فرطنا في صلاتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون؟ إن كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم به، وإن كان شيء من أمر دينكم فإلي...
وأما مدى معرفة الشخص لدنياه، فإن ذلك يتوقف على ذكائه وتجربته وخبرته، وما تأخذ أمور الدنيا من تفكيره واهتمامه، فقد يكون المرء عليماً بأمور دنياه خبيراً بدقائق أمورها وهو لا يعرف الكثير عن دينه والعكس صحيح.
وقد يكون بعضهم يعرف شيئاً من هذا وشيئا من ذلك، فهذا من المواهب والملكات التي يعطيها الله تعالى لبعض عباده.
اما الكفار فهم غافلون عن دينهم بالكلية، ولا يعرفون شيئاً عن الآخرة والميعاد والجنة والنار، ولهذا قال تعالى عنهم: يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {الروم: 7}.
والله أعلم.