عنوان الفتوى : إهدار النعمة ينافي شكرها
مشكلتي أنني أرجع الطعام نتيجة الرجيم الخطأ الذي فعلته فأنا إذا أكلت الطعام أرجعته، أحيانا أحاول أن لا آكل ولكن أرجع لذلك لأني أجوع أفكر كثيرا أن لا آكل لأني أحس بأن الله سيحاسبنا على هذه النعمة لأن غيري يحتاجها وأنا آكل وأرجع أحدهم قال لي لا ضرر ولا ضرار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتعمد إفساد الطعام خطأ لا ينبغي ومعصية لا تجوز لحرمته، ولأن الإسراف محرم كما قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {الأعراف: 31} وقال صلى الله عليه وسلم ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس. رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وأخرجه أحمد وابن ماجه وإسناده صحيح. فينبغي للمسلم أن يعتدل في أكله وشربه. وتعمد القيء أقل ما فيه الكراهة، وقد قال الحكماء: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء،وإذا أخبر الطبيب بأن في تعمد القيء ضررا على البدن فإنه يحرم للحديث: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه مالك في موطئه، والدارقطني، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ولقوله تعالى: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة: 195}. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى دواء لما يشعر به المرء في داخل نفسه فقال: البر ما سكن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وإن أفتاك الناس وأفتوك. حديث صحيح أخرجه أحمد والدارمي. وقال صلى الله عليه وسلم لصحابته لما شبعوا وقد أخرجهم الجوع: والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم. رواه مسلم.
وشكر النعمة واجب ولا شك أن إهدارها وإفسادها ينافي ذلك، فاتق الله ولا تأكلي أكثر من حاجتك، واعلمي أن الله سائلك عن مالك سؤالين: من أين اكتسبته، وفيم أنفقته. كما صح بذلك الحديث عند الترمذي وغيره.
والله اعلم.