عنوان الفتوى : الاطلاع على عذاب بعض المقبورين
هناك أمر غريب أود الاستفسار عنه، وهو درس للشيخ عبد المجيد الزنداني يتحدث فيه عن علماء من روسيا حفروا في الأرض عميقا جدا حتى لم يستطيعوا المتابعة وهناك طبقة صخرية عميقة قد صهرت بسبب الحرارة المرتفعة جدا حاول العلماء هناك أن يصوروا المشهد ليصلوا إلى تحليل ومعلومات عنها ولكنهم لم يستطيعوا ذلك وقالوا إنهم سيحاولون تسجيل صوت تلك الطبقة وانصهارها واحتاطوا لذلك فجهزوا جهازا يلتقط الموجات الصوتية التي لايسمعها الإنسان وهي دون 20 كموجات الراديو والتلفزيون وفوق 20000 وسجلوا الصوت وحولوه لموجات يستطيعون سماعها وسمعوا مالم يكن بالحسبان !! أصواتا لأناس يتعذبون ويصرخون وكانت صدمة قوية لهم، فنشرتها هيئة الإذاعة البريطانية وبعض محطات التلفزة البريطانية ثم منعت بعدها من العرض وقد حصل الشيخ على نسخة من هذا التسجيل وعرضه حتى (( نسمع )) ونعتبر ممن مات على الكفر وليوقن غير المسلم أن عذاب القبر موجود تحتنا ولكنا لانسمعه لأنه بتردد موجات مختلفة.. الصراحة أننا يا شيخنا لا ننكر عذاب القبر ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الإنس والجن لا يسمعون صراخ أهل القبور فلا نستطيع أن نوافق بكل بساطة من يقول أنه سجل صوتهم وعرضه على الناس ليسمعوه لئلا يكون تكذيبا للنبي صلى الله عليه وسلم!! من جهة أخرى إذا لم يقدروا على التصوير بسبب الحرارة الشديدة فمن باب الاستغراب كيف وصلت الحفارة لمكان ذاب فيه الصخر إذ أنه يحتاج لدرجة حرارة عالية جدا تفوق درجة انصهار المعادن التي تكون الحفارة. وأيضا كيف وصلت لاقطات الصوت أيضا لهذا العمق؟؟ أرجوا منكم تبيين ما إذا كان في القرآن والسنة أو أقوال أهل العلم الكبار وحتى المعاصرين الثقات أي دليل على إمكانية سماع صوت الميت، وجزاكم الله عنا كل خير وبارك فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وبعد فإن هذا الموضوع سبقت لنا فيه فتوى برقم 17286 كما سبق القول بإمكان إطلاع الله من شاء من عباده على عذاب بعض المقبورين في الفتوى رقم 35246
وأما الحادثة المذكورة فليس عندنا ما يجعلنا نجزم بصدقها لعدم عدالة الناقلين إلا أنه قد ذكر البغوي في تفسيره أنه قال عبد الله بن عمر ، وقتادة ، ومجاهد ، والضحاك: سجين هي الأرض السابعة السفلى فيها أرواح الكفار .
وهذا يؤيد أن الفجار يعذبون في قبورهم تحت الأرض
وقد بينا في الفتوى السابقة أن القصة المذكورة في السؤال إن كانت صدقا فهي شاهد من جملة شواهد كثيرة لاتحصى على صدق ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الوعد والوعيد، وقدرة الله أعظم من ذلك.
وإن كانت كذبا فإننا نؤمن جازمين بما جاء به القرآن وثبتت به الأحاديث، وقد نقلت لنا أخبار كثيرة عن أهل الصلاح والصدق في معاينتهم لبعض آثار عذاب البرزخ أو نعيمه.
وأما نقاش الموضوع عقلا الذي يقول فيه السائل : إذا لم يقدروا على التصوير بسبب الحرارة الشديدة فمن باب الا ستغراب كيف وصلت الحفارة لمكان ذاب فيه الصخر إذ أنه يحتاج لدرجة حرارة عالية جدا تفوق درجة انصهار المعادن التي تكون الحفارة. وأيضا كيف وصلت لاقطات الصوت أيضا لهذا العمق
فإنه يمكن أن يراجع فيه أهل الاختصاص ويسألهم هل يمكن أن توجد في التقنيات المعاصرة أجهزة يمكنها التسجيل من بعيد أو أجهزة لا تتأثر بالحرارة .
وننبه هنا إلى أن عذاب القبر ثابت بنصوص الوحي ويجب الإيمان به وبذل الوسع في السلامة منه وقد سبق أن بينا أدلة وقوعه في الفتاوى التالية أرقامها :
وإليك بعض الأسباب الموجبة للنجاة من عذاب القبرالتي يجب الاعتناء بها :
1- تحقيق التوحيد لما في البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم إذا سئل في القبر شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27].
2- طاعة الله تعالى وفعل الصالحات لما روى ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت إذا وضع في قبره أنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف إلى الناس ما قبلي مدخل.
3- الرباط في سبيل الله لحديث سلمان الفارسي رضي الله عنه وفيه: وأمن الفتّان. رواه مسلم.
4- قراءة سورة تبارك لما في الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له. وقال صلى الله عليه وسلم: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. رواه الحاكم وصححه، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة إنه صحيح الإسناد.
والله أعلم.