عنوان الفتوى : حصائد الألسن هي من أعظم ما يوقع في النار
مشكلتي هي الغيبة وعدم الصبر مع أني أستمع إلى دروس إسلامية وأذهب إلى مراكز لحفظ القرآن لا أعرف ماذا أفعل؟ ساعدوني من فضلكم. وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بتعويد نفسك على الصمت وعدم الكلام بمالم تتأكدي أنه خير، لما في حديث الصحيحين: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. وتذكري أن حصائد الألسن هي أعظم أسباب الوقوع في النار لما في حديث الترمذي عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلى يا نبي الله، قال: كف عليك هذا، فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. واعلمي أن الغيبة من أخطر محرمات اللسان وكبائر الذنوب وأشدها خطرا على العباد لما فيها من اقتراف الذنوب وأخذ الغير حسناتك، وقد ثبت في الحديث أنها أخطر من الزنا بأضعاف مضاعفة. ففي الحديث: الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه. رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني. وعالجي نفسك بشغل وقتك وذهنك عن التفكير في الناس والكلام فيهم ببرنامج يفيدك في دنياك وآخرتك، فاحرصى على حفظ القرآن وما تيسر من الأحاديث وتعلمي ما يهمك من فقه دينك وتعلم أحكام ما تزاولين في حياتك اليومية وأكثري من مطالعة كتب الترغيب والترهيب وكتب السير والقصص المفيدة وحدثي زميلاتك وأخواتك بما استفدت منها حتى تصبح مجالسك مجالس ذكر ومدارسة للوحي يستفيد منها من حضرها. وراجعي فيما تقدم وفي بيان مخاطر الغيبة وبعض أحكامها وفي أسباب اكتساب صفة الصبر وبرمجة الوقت فيما يفيد الفتاوى التالية أرقامها:41016 ، 48897 ، 32180 ، 8601 ، 9570 ، 17373 ، 48063 ، 45328 ،59782 ، 11465 ، 6082.
والله أعلم.