عنوان الفتوى : الطيرة ما أمضاك أو ردك.
لقد سألت سؤالا عندما ترف العين اليمنى مثلا يفرح الإنسان، واليسرى يحزن وأجبتموني بأن هذا تطير ونهى عنه الإسلام، ولكن إخواني ليس باستطاعة الإنسان أن يرف عينه، إنها تعمل هذا الشيء باستمرار تارة اليمنى وتارة اليسرى، أفيدونا أفادكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإنسان غير مكلف إلا بما في استطاعته ووسعه، كما قال الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، وقال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا {الطلاق:7}.
وعلى هذا.. فمجرد حركة العين التي لا دخل للإنسان فيها لا إثم عليه ولا حرج فيها، إنما يكون الإثم إذا عمل بمقتضى ما يجد في نفسه من هذه الحركة.
فإذا ترك عملا كان يريد القيام به من أجل أن عينه اليسرى ترف، أو مضى في عمل كان محجما عنه لأن عينه اليمنى ترف فهذا الذي نهى عنه الشرع، وهو الذي كان يعمل أهل الجاهلية، كما جاء في الإجابة السابقة، ويدل على هذا ما رواه الإمام أحمد: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك.
ومجرد حصول شيء من ذلك في النفس لا عبرة به ما لم ينبن عليه فعل أو ترك، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: وما منا إلا؛ ولكن الله يذهبه بالتوكل.
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 14326، والفتوى رقم: 11835.
والله أعلم.