عنوان الفتوى : قبول العذر من شيم الكرام
لي صديق سابق سبب لي أذى كثيرا واجتنبته -والله تعالي أعلم بصدق كلامي- خشية أن يتمادي في ممارسة هذا الأذى، وبعد فترة طويلة تزيد على العام من هذا الخصام حاول الاعتذار بطرق مختلفة، لكن الأذى الذي ألحقه بي وبسمعتي بين أصدقائي كان كبيرا ويندرج تحت اسم البهتان، لكني أجد قسوة غير معهودة تجاهه وأرفض رفضا تاما معاودة الاختلاط به لعلمي عن سابق تجربة أنه سيعاود سلوكه السابق،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بالتعوذ، والحفاظ على أذكار الصباح والمساء والدخول والخروج، وأن تسأل الله العافية في عرضك ومالك، ولا مانع من التحفظ من مخالطة هذا الرجل إن كنت لا تأمن منه العودة لسابق أخلاقه، ولكنه يتعين عليك ترك هجره، ويتحصل ترك الهجر بالسلام عليه، لما في الحديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري ومسلم.
ثم إنا ننصحك بقبول العذر من صديقك إذا لاحظت صدقه، فإن قبول العذر والصفح والعفو من شيم الكرام، وقد قال الله تعالى في صفات المتقين: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:134}.
ولا مانع أن تطلب منه أن يظهر الاعتذار أمام أصدقائك، وأن يكذب نفسه فيما قال من البهتان، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53141، 25074، 55821، 23920.
والله أعلم.