عنوان الفتوى : "من تصوف ولم يتفقه.." لا تصح نسبتها للإمام مالك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل ورد عن الإمام مالك رحمة الله تعالى عليه أنه قال: من تصوف ولم يتفقه فقد تفسق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تزندق، مع العلم بأني بحثت في الموطأ ولم أجدها، وهل للإمام مالك كتب غير الموطأ، أفيدونا أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذه المقولة كثر عند المتأخرين نسبتها للإمام مالك رحمه الله تعالى، فقد نسبها له العدوي في حاشيته على شرح الزرقاني لمختصر العزية في الفقه المالكي.

ولم نر ما يفيد صحة نسبة هذه المقولة للإمام رحمه الله، ومما يدل على عدم صحة نسبتها إليه أن لفظ الصوفية لم يكن معروفاً في القرون الأولى، كما قال ابن تيمية في الفتاوى، وابن الجوزي في التلبيس.

وأما كتب الإمام مالك فإنما المعروف مما ألفه بنفسه كتاب الموطأ، وقد جمع أسد بن الفرات وسحنون فتاواه التي أفتى بها وأخذوها من ابن القاسم وهي التي تسمى بالمدونة الكبرى أو مدونة الإمام مالك، ولم نر في الكتاب كلاما للإمام عن التصوف، واعلم بأنه قد نسب بعضهم هذه المقولة للشيخ إبراهيم الدسوقي، وهو من شيوخ التصوف.

هذا؛ ونوصيك بالحرص على البحث عن الحق والتعبد لله بما ثبتت مشروعيته، وأكثر من مدارسة القرآن ومطالعة كتب الترغيب والترهيب وصحبة أهل العلم والاستقامة والحفاظ على حضور مجالس العلم والصلاة في الجماعة.

والله أعلم.