عنوان الفتوى : موت الفجأة هل هو راحة للمؤمن
كيف يكون موت الفجأة راحة للمؤمن؟ أليس في كل ما يصيبه من أذى ويصبر عليه كفارة له؟جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى الإمام أحمد في المسند عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة، فقال: راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر.
وقد اختلف أهل العلم في صحة وضعف هذا الحديث، فقد صححه العراقي في تخريج الإحياء والسخاوي في المقاصد الحسنة، وضعفه الهيثمي في المجمع، فذكر أن في سنده متروكاً، وقد رجح ضعفه الشيخ الأرناؤوط والشيخ الألباني، وورد في حديث أبي داود: موت الفجأة أخذة أسف. صححه النووي والألباني.
وقد وفق أهل العلم بين الأحاديث المفيدة للاستعاذة من موت الفجأة، وبين هذا الحديث والأحاديث المفيدة لشهادة بعض من ماتوا فجأة كصاحب الهدم والحرق والغرق والمفيدة لكونه راحة للمؤمن، فذكروا أن موت الفجأة بالنسبة لأهل مراقبة الله المستعدين للموت فيه تخفيف عليهم، وراحة لهم حيث لا ينالون مرضاً.
وأما أصحاب الغفلة الذين يحتاجون للتوبة واستحلال من له حق عليهم، فإنه يخاف عليهم من أن يكون أخذ أسف، حيث لم يتركوا حتى يتوبوا ويستعدوا للآخرة ولم يمرضوا حتى يكفر المرض بعض ذنوبهم.
وراجع للمزيد في هذا شرح المناوي للجامع الصغير، وشرح النووي للمهذب، وعون المعبود شرح سنن أبي داود، واعلم أنه لا تعارض بين راحتهم وعدم ابتلائهم بما تكفر به الذنوب، فإنه تعالى قد يغني بعض العباد بأجور الأعمال عن أجور الصبر على البلاء، فقد ذكر ابن السكي أن إبراهيم وداود وسليمان عليهم السلام ماتوا فجأة، وراجع الفتوى رقم: 9220.
والله أعلم.