عنوان الفتوى : يدعي أنه صلى في مكة العصر وهو موجود معنا
هل تجوز الصلاة خلف الصوفي الذي يدعي علم الغيب ويدعي بأنه صلى في مكة العصر وهو موجود معنا مع العلم لايوجد في القرية مسجد غير مسجده.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حكم الصلاة خلف الصوفي في الفتوى رقم: 6742. وفيها بيان عدم جواز الصلاة خلف من يدعي الغيب لأنها من البدع التي تخرج صاحبها عن ملة الإسلام .
أما علم الغيب فهو مقصور على الله عز وجل، قال تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل:6}. والولي حقاً لا يدعي علم الغيب لأن ادعاء ذلك كفر، قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ{الجـن: 26ـ27}. وادعاء علم الغيب يكون من جنس الكهانة؛ كما سبق بيانه في الفتويين: 15284، 55364.
أما ادعاؤه بأنه صلى في مكة العصر وهو موجود معكم فهذا من فعل الشيطان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهؤلاء الضالون الذين يضلهم الشيطان يحملهم في الهواء، يحمل أحدهم بثيابه فيقف بعرفة ويرجع من تلك الليلة حتى يُرَى في اليوم الواحد ببلده ويُرَى بعرفة. ومنهم من يتصور الشيطان بصورته ويقف بعرفة فيراه من يعرفه واقفاً فيظن أنه ذلك الرجل وقف بعرفة، فإذا قال له ذلك الشيخ أنا لم أذهب العام إلى عرفة، ظن أنه ملك خلق على صورة ذلك الشيخ إنما هو شيطان تمثل على صورته، ومثل هذا وأمثاله يقع كثيراً، وهي أحوال شيطانية. اهـ.
وعليه؛ فلا تجوز الصلاة خلف هذا الرجل حتى يتوب ويرجع إلى الله، فابحث عن مسجد آخر، فإن تعذر أو شق عليك فصل في بيتك مع من يحضرك من زوجة أو أبناء.