عنوان الفتوى : حكم منع الأب ابنته من الزواج بحجة الدراسة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا فتاة مخطوبة منذ عامين تقريبا وللأسف الشديد كنت أعرف خطيبي قبل الخطبة بعامين أيضا أي أن كلا منا يعرف الآخر منذ أربع سنوات وعندما تقدم لي صارحت أهلي بالحقيقة بأني أعرفه كي لا أبدأ حياتي بالغش والخداع وهو يعمل في إحدى الدول العربية ولا أراه إلا فترات قصيرة في الصيف وللأسف الشديد ومما أندم عليه ليل نهار وأستغفر الله عليه كثيراً هو أننا تجاوزنا الحدود الشرعية التي كان يجب أن نلتزم بها في الخطبة وفعلنا بعض الأشياء المحرمة من مسك اليد وأحضان وقبلات وما إلى ذلك يشهد الله أنني عندما أتذكر ما حدث أحزن كثيراً وأدعو الله أن يغفر لي ويسامحني ويقويني.المشكلة الآن أننا بالفعل لا نأمن على أنفسنا من الفتنة لأننا مشتاقون لبعضنا جدا ودائما نفكر في الزواج ولكن أبي يعارض بحجة أنني لم أنته بعد من دراستي الجامعية وأنا ما زال أمامي 3 سنوات حتى أكمل الدراسةهل يعقل أن نستمر ثلاث سنوات أخريات ونحن بهذه الحالة من الفورة الجنسية؟ والله العظيم نحن نريد الحلال ونسعى إليه بكل ما أوتينا من قوة ولكن أبي يقول إن الدراسة أهم وأنني إذا تزوجت فمن المحتمل أن لا أكمل دراستي وهو يخاف على مستقبلي بالله عليكم مستقبلي في الشهادة أم في العفة وإرضاء الله بالطبع أنا لم أخبره بما حدث ولكن لمحت له كثيراً جداً أنه تكفي هذه الفترة الطويلة من الخطبة وأنه عندما تطول فترة الخطبة يحدث الكثير من المشاكل ولكنه في كل مرة ينهرني ويقول لي (ركزي في مذاكرتك دلوقتي مفيش جواز ولو مش عاجبكوا اتركوا بعض) لماذا كل هذا التعسف؟ أهذا فعلا ما يرضي الله من ولايته علي؟ ماذا أفعل وهو حتى لا يوافق على عقد القران فقط وليس الدخلة ويقول أننا إذا عقدنا القران فسوف يلمسني زوجي وتكون له حرية الخروج معي وما إلى ذلك وهو لا يريد ذلك؟ أرجوكم تساعدوني أرجوكم فأنا أبكي كثيراً ولا أستطيع التركيز في أي شيء سوى هذا الموضوع لأني فعلا أشعر أنني ممكن أضعف إذا نزل في الصيف ولم نعقد القران وأنا لا أريد أن أعصي الله ولكن لدي أنا وهو غريزة طبيعية تريد الإشباع هل هذا حرام أن نشبعها في الحلال؟أرجو المساعدة السريعة أرجوكم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك التوبة مما وقعت فيه نسأل الله أن يتوب عليك، وأما ما فعله والدك فأمر لا يجوز له، بل متى بلغت المرأة واحتاجت الزواج وتقدم لها كفء، فيحرم على الأب أن يمنعها منه بحجة الدراسة أو غيرها من الحجج، وإلا كان الفساد العريض الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.

وقال صلى الله عليه وسلم لعلي: لا تؤخر ثلاثاً: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفؤاً. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح غريب، وقال الترمذي: غريب ما أرى إسناده بمتصل.

فحاولي إقناع والدك بهذا، واستعيني بمن له عليه تأثير، ولا بأس أن تصارحيه بخوفك الفتنة على دينك، وتعديه بأن تجتهدي في إتمام الدراسة.

فإن أصر والدك على منعك الزواج فهو عاضل وتسقط ولايته وتنتقل إلى القاضي فيتولى القاضي تزويجك فلك رفع أمرك إليه، ولذا فإن نصيحتنا لهذا الأب الكريم أن يحرص على دين بنته قبل حرصه على دنياها، وفقه الله لطاعته.

وأما نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة بأن تتقي الله تعالى وأن تكبحي جماح الشهوة بخوف الله ومراقبته، وأن تعلمي أن الشهوة تذهب لذتها وتبقى حسرتها، وتراجعي الفتوى رقم: 2014، والفتوى رقم: 26890 والفتوى رقم: 20759.

والله أعلم.