عنوان الفتوى : خدمة الدعوة عن طريق مهنة الطب
نحن مجموعة أصدقاء نكتب إليكم هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هدف المسلم في هذه الحياة هو أداء ما خلق من أجله، وهو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56}.
وعبادة الله تعالى معناها أداء الشعائر التعبدية، وتوجيه جميع مناشط الحياة فيما يوافق الشرع ويخدم المجتمع، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {الأنعام: 162-163}.
فإذا علم المسلم هذه الحقيقة واستصحب النية الصالحة في أعماله التعبدية والعادية، فإنها جميعاً تصبح عبادة وقربة إلى الله تعالى ينال بها رضا الله. ومن أهم ما يمكن أن يخدم به المسلم دينه ومجتمعه مهنة الطب، وقد جعلها الإسلام من فروض الكفاية لأهميتها والعناية بها، فقد جبلت القلوب على محبة من أحسن إليها، والطبيب الذي يعالج الناس ويخفف عنهم الآلام النفسية والعضوية له تأثير عظيم في نفوسهم، وخاصة إذا كان قدوة حسن الأخلاق طيب المعاملة.
لهذا إذا كنتم تريدون خدمة دينكم ومجتمعكم بهذه المهنة الطيبة والفريضة العظيمة، فعليكم بإخلاص النية لله تعالى، والصدق مع الناس، وستجدون نتيجة عملكم عاجلاً وآجلاً إن شاء الله تعالى.
فهذه المهنة من أهم ما يخدم به المسلم دينه، فقد أهمل كثير من دعاة الإسلام مهنة الطب بينما استغلها دعاة التنصير والباطل، فأفسدوا بها الناس، وفتنوا بها ضعاف النفوس من المسلمين عن دينهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
والله أعلم.