عنوان الفتوى : هل يعرض على الجنين في الشهر الرابع حياته
أود الاستفسار عن موضوع صغير يشغلني وهو: كنا مجموعة من الأصدقاء في جلسة ودار بيننا النقاش التالي: أن الإنسان وهو جنين في الشهر الرابع مع بداية خلق الروح تعرض عليه حياته كاملة فإما أن يرضى بها ويكمل حياته أو أنه يرفض وبذلك تنتهي حياته ويسقط الجنين، هل هذا الكلام صحيح وما هي أدلة صحته في حال كونه صحيحا، ثانيا، عندي سؤال لم أجد له إجابة وهو لماذا عندما يكون الطفل الرضيع نائما تارة يضحك وتارة يبكي؟ ولكم مني جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد ثبت في الصحيح أن الجنين ينفخ فيه الروح بعد الأربعين الثالثة من وجوده في الرحم، وذلك تمام الشهر الرابع. ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح.... الحديث. ولم نقف على خبر يفيد أن الجنين تعرض عليه حياته، ومثل هذا لا يصح أن يقال بالرأي والاجتهاد، وإنما يتوقف فيه على ما بينه الشارع، وعليه فهذا الكلام الذي ذكرته غير صحيح لأنه لم يرد عن الشارع. والطفل الرضيع إذا كان في بداية أيامه فإن حركاته لا تتمايز ولا يعبر ضحكه ولا بكاؤه في اليقظة ولا في النوم عن شيء. وبعد مرحلة غير طويلة من عمره تبدأ حركاته في التمايز ويبدأ شعوره في التكوين فيبكي للألم ويضحك للرضا، ويخاف مما لا يدركه، ولا مانع حينئذ من أن يرد عليه في نومه بعض الأحلام التي ترد على الكبار، فيضحك منها أو يبكي تبعا لما يشاهده، وهذا الموضوع إنما يسأل عنه المختصون بعلم النفس التربوي.