عنوان الفتوى : عدم جواز الاستعانة بالجن ولو في أعمال الخير
يوجد بعض الناس الأفاضل الذين يحفظون القرآن وكانوا مقيمين قبل هذا بالمملكة العربية السعودية وقالوا إنه يعالج بالقرآن ويخرج الجن من البشر وهل صحيح أن الجن يلبس البشر ( وما حكم من يفعل ومن يذهب إليهم ) ولقد وقعت في خطأ وحضرت معه مرة وكان يقول إن هذه الأخت بها جان فجاء وقرأ بعض آيات القرآن وكان معه طفل ويقول له هل تسمع فيقول له نعم ثم جعلنا نجلسها على الأرض وبدأ يتحدث إليها وكأنها رجل ويقول هل تتفاهم معي وإلا حرقتك.. كل قبيلتك أسلمت أتسلم وأتركك وترد عليه نعم ثم قال له قل وقال له الشهادة ثم قال له اخرج من قدمها اليسار وظل يحدث الطفل وقال له هو فين قال له في مشط قدمها ثم خرج ثم أفاقت وكأنها لم تكن ترى أو تحس بأي شي فات حتى قدوم ذلك الشيخ الجليل ثم قال للطفل هو فين قال له الطفل أخذوه إلى مكة. ثم خرجنا لغرفة وبها أهل البيت كله ثم قال لها اكتبي على يدك اليسرى الله سبع مرات وتحتها نور السموات والأرض ثم وضع البخور وقال لها مدي يدك فوق البخور وأغمضي عينيك ثم قال لو بها أي شيء أنزلوا يدها الشمال وارفعوا اليمنى أو العكس فلا أدري ثم يقول للطفل ما الخبر فيقول له يبحثوا ثم نرى بالفعل يحدث ارتفاع وانخفاض بيداها فما بهذا بالله عليكم وهل هو حرام أم حلال وما حكم الفاعل والمفعول به مع العلم أن الشيخ جليل ومتدين ولا يتقاضى أجرا على ذلك جزاكم الله عنا خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن دخول الجني في بدن الإنسان ثابت بالكتاب والسنة واتفاق أهل العلم، كما سبق تفصيله في الفتاوى: 3352، 15307، 10719.
أما ما يفعله ذلك الشيخ من الاستعانة بالصبي في إخباره عن الجان فالذي يظهر أنه يتعامل مع جان، ولكن لا يتمكن من رؤيتهم ولا سماعهم، ولذلك فهو يستعين بالطفل كوسيط ليراهم ويسمعهم ثم يخبره.
وقد سبق في الفتوى رقم: 54502، ورقم: 7369 بيان عدم جواز الاستعانة بالجن ولو في أعمال الخير، لما تؤول إليه من مفاسد قد تصل بصاحبها إلى الكفر والعياذ بالله، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى جواز استعمال الجن في الأمور المباحة، فلعل هذا الراقي يعتمد على كلام شيخ الإسلام في عمله هذا.
ولكن الراجح عدم جواز الاستعانة، وعليه، فلا يجوز الذهاب لهذا الراقي مرة أخرى.
أما ذهابك إليه أولا فلا إثم عليك فيه إذا كنت لا تعلم بأن ذلك استعانة بالجن، أو لا تعلم بأن الاستعانة بالجن محرمة. قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5}. ولمعرفة الرقية الصحيحة وضوابطها راجع الفتاوى: 2244، 4310، 5252.
والله أعلم.