عنوان الفتوى : غيرة الزوجات مما كتبه الله على بنات آدم
تزوجت منذ أحد عشر عاما بزوجة تكبرني بخمسة عشر عاما، طلبت مني أن أبحث عن زوجة أخرى للإنجاب، فعندما تزوجت بأخرى إذا هي تغير معاملتها معي، ودائماً تنغص علي حياتي وترهقني بالمصاريف الكثيرة، وأيضا تذكر زوجتي الثانية بما لا ترضاه النفس بدعوى أنني اخترتها غير متعلمة والزوجة الأولى متعلمة، فقد كرهت زوجتي الأولى من كثرة تلك المشاكل بلا أسباب، وأريد تطليقها فما هي حقوقها بعد الطلاق وبخاصة أنني لم أنجب منها أولاداً، فأرجو الرد المباشر على الرسالة من غير البحث في أسئلة الفتاوى السابقة؟ أكرمكم الله، وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواضح أن علاقتك بزوجتك السابقة كانت طيبة قبل الزوجة الثانية، فإن كان سبب سوء هذه العلاقة هو عدم العدل بينها وبين ضرتها فاعلم أن الواجب عليك أن تعدل بينهما، لأن الله تعالى يقول: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً {النساء:3}، وإن كان السبب هو مجرد الغيرة فينبغي أن تتحمل ذلك منها فهذا أمر جبلت عليه بنات آدم خاصة أنها تعودت على عدم مشاركة غيرها فيك.
وكونها تكبرك وليس لك منها ولد فهذا ما يجعلك تعطف عليها أكثر، ولك في ذلك أجر عند الله تعالى إن راعيت حالتها وأحسنت إليها وحسنت خلقك معها، فإن أفاد هذا معها فبها ونعمت، وإن أبت إلا البقاء على سوء عشرتها لك وأذيتها لزوجتك، وبالتالي تكدير حياتك فلا مانع من طلاقها وإن حصل هذا وهو أسوأ الأحوال فليس لها من الحقوق إلا النفقة والسكنى ما دامت في العدة ومؤخر الصداق إن كان.
والله أعلم.