عنوان الفتوى : يشترط عليه أبو خطيبته أن يتعهد بحضورها الحفلات
أنا شاب ملتزم كنت قد تقدمت لخطبة فتاة هى ابنة خالتى ووافق والداها فى البداية، الفتاة ملتزمة وتتفق معي في التزامي الديني لكن المشكلة هي أننا نختلف مع والديها في أمور كثيرة، نقول لهما إن هذه الأمور محرمات والواجب تركها مثل سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات وحضور الأفراح التي يختلط فيها الرجال بالنساء ويكثر فيها الغناء واللهو غير المباح وأيضا يحتفلون بأعياد لا يجب الاحتفال بها كعيد الأم أو كأن يحتفل أحدهم بعيد ميلاده ونحو ذلك وتكون النتيجة وقوع خلافات ومشاجرات بيني أنا وخطيبتي من ناحية وبين والديها من الناحية الاخرى والد خطيبتي يقول إنني متزمت ومتشدد وهو يطلب مني لكي يتم الزواج أن أتعهد له أن لا أمنع ابنته بعد الزواج من أن تشاركهم حضور هذه المناسبات والحفلات مع أنها هي لا تريد ذلك وتعلم أن ما يريده باطل فماذا أفعل؟ هل لي أن أوافقه ولا أظهر اعتراضى حتى يتم الزواج ثم أمنع زوجتي بعد الزواج عن ما أعلم أنه حرام؟ أرجو أن أشير إلى أن خطيبتي توافق على هذا الاقتراح ولكنني أتخوف أن يكون ذلك نقضا لعهد مع أنه عهد على باطل. هل أترك الفتاة الملتزمة تصارع وحدها وأتخلى عنها ماذا أفعل؟ أعتذر عن الإطالة وأرجو سرعة الرد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يريد أن يشترطه عليك أبو خطيبتك من السماح لابنته بحضور حفلات الغناء والحفلات التي قد يكون فيها اختلاط محرم شرط باطل، لا يجوز لك الموافقة عليه، بل عليكم أن تعظوا هذا الرجل وتذكروه بالله تعالى، وما دامت ابنته موافقة وأنت لا تخشى إذا لم تف بما اشترط عليك من ترتب مفسدة أعظم فلتوافق في الظاهر حتى يتم العقد إنقاذاً لهذه المسكينة من هذه البيئة الفاسدة، وارتكاباً لأخف الضررين، وهما هنا الموافقة ظاهراً على شرط باطل لا يترتب على عدم الوفاء به مفسدة كبيرة، وترك هذه المسكينة مع والدها الذي قد يحملها على مشاهدة الحرام، بل وممارسته، وقد يزوجها لفاسق لا يجتنب ما حرم الله تعالى.
والله أعلم.