عنوان الفتوى : حكم صنع أهل الميت الطعام للمعزين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هذه الرسالة من نزال حسن روضان ، من سوريا محافظة الحسكة، يقول في رسالته: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإني أشكر الشكر الجزيل أصحاب الفضيلة الذين يجيبون على رسائلنا ويدلوننا إلى طريق الرشاد، يقول من العادات السائدة لدينا أنه إذا توفي عندنا إنسان يجتمع الناس للتعزية في بيت أهل المتوفى، وحاملين معهم بما يسمى بالتعازي كالنقود والذبائح وما أشبه ذلك، وعلى إثر ذلك يقوم أهل الميت بالذبح من هذه التعازي ويشترون ببعض النقود من الشاي والقهوة، علماً الذين يقومون بالذبح هم أقارب وجيران الميت بقصد المساعدة كون أهل الميت مشغولين، ولا يخفى أيضاً مساعدة أهل الميت، نرجو منكم التوضيح إذا كان ذلك جائزاً أم لا، وفقكم الله وبارك فيكم؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الجواب: السنة للمسلمين أن يساعدوا أهل الميت ببعث العشاء لهم، يعزون في ميتهم ويبعث لهم أقاربهم وجيرانهم أيام العزاء العشاء طعام العشاء؛ لأنهم مشغولون عن صنع العشاء بسبب المصيبة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأهله، لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة، قال: ابعثوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم، هذا من السنة.
أما كون أهل الميت يقومون ويصنعون الطعام للناس هذا لا ينبغي وهذا منكر وهو من جملة النياحة، قال جرير بن عبد الله البجلي: «كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة ».
فلا ينبغي هذا ولا يجوز لهم أن يصنعوا الطعام للناس، ويجمعوا الناس للأكل عندهم لأنهم مشغولون بالمصيبة، لكن زوارهم ينبغي أن يخففوا يزورونهم للتعزية ثم ينصرفون ولا يثقلون عليهم ولا يحرجونهم إلى صنع الطعام، بل ينبغي للمعزين أن يعزوا ثم ينصرفوا من دون إبطاء وتأخر عندهم حتى لا يشق عليهم، وإذا كان المعزون جاءوا من بلاد بعيدة، ضيوفاً على المعزين، فلا بأس حينئذٍ من أجل الضيافة أن يصنع لهم ....طعاماً أو يصنعه الجيران ويقدمونه لهم لا بأس بهذا.
أما أن يتخذ عادة أن أهل الميت يصنعون طعام للمعزين هذا لا ينبغي؛ بل هذا من المنكر ومن عمل الجاهلية ومن النياحة، لكن إذا اضطروا إلى هذا بسبب الضيوف الذين جاءوا من بعيد ويستحون من تركهم فلا بأس أن يصنعوا لهم طعاماً من باب الضيافة، لا من باب المأتم ولا من باب صنع الطعام لأجل الميت، لا، بل هذه حاجة عارضة، وأما جيرانهم وأقاربهم فالأفضل أن يصنعوا لهم طعاماً يهدونه إليهم من أجل أنهم مشغولون، فيكفيهم المئونة جيرانهم وأقاربهم ويهدونه إليهم، وإذا أكل معهم بعض المعزين أو بعض الجيران فلا بأس؛ لأنه طعام حاصل إن لم يأكلوه طرح في العراء، فلا بأس حينئذ أن يأكل معهم جيرانهم وضيوفهم كل هذا لا بأس به. نعم.