عنوان الفتوى : رجحان نبوة الخضر
{فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} في سورة الكهف ذكر الله سبحانه قصة موسى والخضر. فسؤالي الذي يحيرني منذ أشهر هو : هل هو نبي أم ولي من أولياء الله الصالحين ؟ وأَعلمُ رحمكم الله أن العلماء اختلفوا فقيل هو نبي وقيل لا, ولكن قرأت تفسير الشيخ رحمه الله محمد بن صالح العثيمين فقال في تفسير هذه الآية : قوله تعالى: { فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا } وهو الخضر كما صحَّ ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله: { عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا } هل هو عبدٌ من عباد الله الصالحين أو من الأولياء الذين لهم كرامات أم من الأنبياء الموحى إليهم؟ كل ذلك ممكن، لكن النصوص تدل على أنه ليس برسول ولا نبي، إنما هو عبد صالح أعطاه الله تعالى كرامات؛ ليبين الله بذلك أن موسى لا يحيط بكل شيء علماً وأنه يفوته من العلم شيء كثير.( آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا) أي: أن الله جلَّ وعلا جعله من أوليائه برحمته إياه.( وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) يعني علماً لا يطَّلِع عليه الناس، وهو علم الغيب في هذه القصة المعينة وليس علم نبوة ولكنه علم خاص؛ لأن هذا العلم الذي اطَّلع عليه الخضر لا يمكن إدراكه وليس شيئاً مبنياً على المحسوس، فيبنى المستقبل على الحاضر، بل شيء من الغائب، فأطلعه الله تعالى على معلومات لا يطَّلع عليها البشر. ولكن الذي أشكل علي أن الله سبحانه يقول إنه سبحانه لا يعلم الغيب إلا هو ولكن يمكن أن يوحي بعضه لرسله كما قال سبحانه في سورة الجن : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا 26 إلا من إرتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا 27، و الكثير من الآيات تدل أن الله يطلع على من شاء من رسله الغيب وكما هو معلوم, ثبتنا الله وإياكم على طاعته, أن الخضر أوتي من علم الغيب. فالرجاء جازاكم الله أن توضحوا لي هذه المسألة بالتفصيل وأعلمك أني أقطن في بلد عربي إسلامي انقرض منه العلماء مع الأسف ولم يعد للشباب المسلم إلا الهاتف والأنترنت والحمد لله.شكرا والمعذرة على الإطالة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه قد سبق أن بينا رجحان نبوة الخضر وأنه مذهب الجمهور في الفتاوى التالية أرقامها: 16992 ، 37719 ، 1110 . كما سبق أن بينا أن الله تعالى يطلع من يشاء من الأنبياء على الغيب بواسطة الوحي، وقد يطلع بعض عباده الصالحين عليه عن طريق الإلهام أو الرؤيا الصالحة. فراجع الفتاوى التالية أرقامها فقد وضحنا فيها الموضوع. 5697 ، 5416 ، 25660 ، 20497 .