عنوان الفتوى : آداب الداعي إلى الله
نحن أسرة مكونه من 9 أفراد أب وأم وأخوان و5 أخوات أخي الكبير متزوج بنصرانية ويعمل بالخارج؛ أختي الكبيرة أيضا متزوجة أنا أعزب وأخواتي الأخريات أصغر مني أمي وأبي يصليان ويقرآن القرآن ويذكران الله عز وجل، أخي الكبير يصلي أحيانا ويحاول أن يدخل زوجته إلى الإسلام فقد اشترى لها بعص الكتيبات التي تشرح أركان الإسلام أختي المتزوجة تصلي ولله الحمد هي وزوجها إلا أنها تؤخرها في بعض الأحيان وزوجها لم يعد يحافظ عليها وفي الجماعة كما كان أنا قد أقع في أخطاء ولكن أسأل من الله أن يتجاوز عني، أخواتي الأصغر مني 2 منهن يصلين والصغيرتان في بعض الأحيان أختي الأصغر مني بعامين عصبية في بعض تعاملاتها وفي بعض ردودها والتي في عمرها 13 سنة تشاهد الأفلام والمسلسلات المصرية والمكسيكية والسورية وغيرها والأغاني بكثرة وهي تشاهد التلفاز كثيرا وخاصة الآن مع فصل الصيف وقد تسهر مع فلم مصري حتى 2 ليلا، كما أنها عنيدة وتنتابها بعض الأنانية فهي تحب أن تلبس ملابس أختي الأصغر ولا تريد منها أن تلبس لها ملابسها ونحن ننكر عليها في هذه المسألة، أما في مسألة الغناء والمسلسلات فأنا الذي أنكر عليها كثيرا، أما والدي وإخوتي فقليلا لأنهم يشاهدون بعض البرامج الغنائية والمسلسلات وإذا أنكرت عليهم في بعص الأحيان يقولون أوف أنك تزعجنا، وكذلك إذا كان والدي بحضرتهم قد يشتمني ويقول لي اخرج من هنا دع عنك إخوتك فإنهم ما زالو صغارا كما أنهم لا يخرجون كثيرا فهم يرفهون عن أنفسهم فغيرهم في الشارع يتخبط في المعاصي ويزني، وقد حاولت معهم كثيرا والآن ولله الحمد اشتريت جهازا وأحضر لهم بعص الدروس وقرآن مصور وبعض الرسوم المتحركة الإسلامية والبرامج الوثائقية حتى أوفر لهم بديلا عسى أن يقللوا من تلك المنكرات، ولكن لا يتابعون معي الدروس الدينية إلا قليلا .وفي النهاية أسألكم أن ترشدوني إلى طريقة أو خطة أتبعها معهم حتى نصير عائلة ملتزمة هادية مهدية متبعة لنهج الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أزواجه وصحبه أجمعين، كما أسألكم أن تعطوني أسماء مواقع بالإنترنيت للبرامج الوثائقية النافعة والرسوم المتحركة الهادفة والأناشيد الإسلامية ذات الكلمة الأصيلة واللحن البديع والصوت الجميل وكذلك دروس المشايخ والدعاة المرئية وغير ذلك من البرامج المرئية النافعة حتى أحملها على أقراص فتكون بمثابة بديل لي ولأسرتي، وفي النهاية أسألكم الدعاء لنا بالهداية وللمسلمين، وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة على ما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله لك الثبات والاستقامة وهداية أهلك بك، وننصحك بالحرص على البعد عن الجلوس في الغرفة التي تكون بها مرئيات أو مسموعات محرمة، وأن تواصل السير في طريق الهدى والاشتغال بحفظ القرآن والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والحفاظ على الصلاة في المسجد وحضور مجالس العلم ومتابعة ما يبث منها عبر وسائل الإعلام، كما ننصحك بالجد في هداية أهلك وعدم اليأس منهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
ويمكن أن تستعين عليهم باستزارة من له خبرة في الدعوة حتى يكلمهم، ووفر في البيت ما استطعت من النشرات والكتب والأشرطة المؤثرة فإنها نافعة بإذن الله، واحرص على الإكثار من الدعاء لهم بظهر الغيب، ولا تهجرهم كلياً ولكن لا تشاركهم فيما هم فيه من الأخطاء، ونلفت عنايتك إلى الآداب الآتية:
أولا: املأ قلبك بالشفقة عليهم، وأخلص لله تعالى في إبداء النصيحة، واجعلها ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، فإن هذا عون لك على إصلاحهم.
ثانيا: تخير أحسن الطرق وأفضل الوسائل، كإهداء شريط أو كتيب يتحدث عن المنكر الذي ترغب في تغييره ويقع فيه الأهل.
ثالثا: تخير أفضل الأوقات، فالوقت المناسب عامل مهم في قبول النصيحة، فوقت الغضب لا يصلح لإسداء النصح، والمنهك في عمل عقله منشغل بما يعمل فيه.
رابعا: انتقاء أفضل الكلمات، فانظر إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام كيف كان يخاطب أباه المشرك بألطف العبارات وأرق الكلمات، فيقول الله تعالى في سورة مريم: إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا* يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا* يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا {مريم: 42 :45}.
خامسا: تجنب النصح علانية فإن ذلك يأتي بنتيجة عكسية، فالنصيحة في السر أدعى للقبول، وفي ذلك يقول أحد السلف: من نصح أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن نصحه علانية فقد ذمه وشانه.
واعلم أن من أعظم أساليب الدعوة إلى الله تعالى الدعوة السلوكية، وهي أن يطبق المسلم دين الله تعالى، فإذا رآه الناس اقتدوا به وساروا كسيره، وصدق السريرة وصحة القصد هما الأصل الأصيل الذي ينبني عليه قبول الدعوة إلى الله تعالى، لأن ما خرج من القلب يصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان.
والأخذ بأسباب قبول الدعوة مطلوب شرعا، وذلك بأن يتبع الداعي الضوابط الشرعية في أمره ونهيه، وأن يستخدم الأسلوب المشوق في الدعوة إلى الله مع تنويعه، ومراعاة حال المدعو، وكل وسيلة صحيحة يمكن أن تكون عونا للداعي فإن الشرع لا يمنع من استخدامها كالهدايا والتبسم في وجه المدعوين، إلى غير ذلك.
وهناك وسيلة مهمة في الدعوة وهي أن يراك أهلك وإخوانك قدوة في مجال عملك.. إن كانت دراسة فاحرص على أن تكون متفوقا في دراستك، وإن كان عملا عليك أن تكون ناجحا في عملك، وكذا يجب أن تكون قدوة في سلوكك وأخلاقك وتعاونك مع جميع أفراد أسرتك وبالأخص والديك، وأشعرهم بتحملك لمسؤولية البيت.. فهذه أمور مهمة على الداعية الاهتمام بها لأنها صارت في هذا الزمان مقياسا لدى كثير من الناس، وقد سبقت أجوبة كثيرة تحتوي على تفصيل هذه الأمور نذكر منها ما هو تحت الأرقام التالية: 13288، 9358، 7475، 5197.
والله أعلم.