عنوان الفتوى : الدعاء على الظالم ليس من أسباب منع إجابة الدعاء
السلام عليكم لا أعرف حقيقة كيف سأرتب جُملي ، حيث إنني في حيرة من أمري بما سأضعه بين أيديكم الكريمة إنني سيدة ملتزمة ولله الحمد وحريصة على رضى ربي جل وعلا ،، وقبل هدايتي كنت حريصة جدا على الدعاء " كثيرة الدعاء والبكاء بين يدي المولى عز وجل " وكنت أشعر أنني مستجابة الدعاء وكانت تغلب على رؤياي الصدق والتحقيق " ولا أزكي نفسي " فالله عز وجل أعلم بي منكم ومن نفسي ولكن أشرح كل هذا لتكونوا على بصيرة من أمري المهم ،، بقيت حريصة على الدعاء بعد هدايتي بل زدت في ذلك لأنني كنت أشعر بأنها أجمل وأعظم لحظة في حياتي كانت عند الدعاء والخشوع والبكاء بين يدي الكريم جل شأنه وتقدست أسماؤه ، شيخي الفاضل ، منذ فترة طويلة لم أعد أشعر بحلاوة الدعاء ولا حتى بسرعة الاستجابة ولا بتوفيقي للدعاء حيث إنني سابقا كنت أشعر بأن الله عز وجل يلهمني الدعاء ويفتح علي فيه وتكون في أوقات منها رقة القلب أو أوقات استجابة وهكذا ،، فلم أعد أشعر بكل هذا قد يكون السبب وكما هو معروف الذنوب ولكنني أحاسب نفسي كثيرا " ولا أزكي نفسي " وأبحث عن أسباب فقداني لكل ما شرحت وأنا حزينة لأجله وأظل أبحث ،، ومن خلال محاسبتي لنفسي وبحثي عن الأسباب وجدت أسبابا لعلها هي السبب في منعي من ذلك وهي.. إنني أعيش في ظلم أناس معينين وظلمهم لا ينتهي وينكد على عيشتي واستقراري وهدوء أعصابي فأحيانا أغضب في داخلي من أعمالهم وقهرهم الشديد لي فأدعو عليهم مع أنني كنت دائما حريصة على عدم الدعاء على أحد بالسوء حتى لو عاداني ذلك الشخص " والسبب أنني أتندم جدا بعد دعاءي على أحد بسوء خاصة عندما أجد أن الله عز وجل استجاب لدعواتي عليهم " لهذا السبب كنت أحرص على أن لا أدعو على أحد فقلت في نفسي لعل هذا السبب الآن هو الذي يمنع ما كنت عليه، مع أنني يا شيخي الكريم كنت أقرأ أنه يجوز لنا أن ندعو على من ظلمنا، والله يا أخي لا أدعو عليهم إلا لشدة شعوري بقهرهم لي وعدم مللهم من ذلك وأشعر داخليا إنني سأتفجر منهم أشعر أن الدعاء عليهم يخفف من حدة قهري من أعمالهم ولتكون الصورة أوضح لك أخي الفاضل أضع بين يديك هذا المثال في الدعاء لترى هل على إثم في ذلك وهل هذا تعدي في الدعاء..مثال: هم يتعاملون بالسحر وأنا أشعر وعن براهين أنهم قاموا بذلك لي فلما أشعر بعوارض السحر وكيف ينكد علي معيشتي واستقراري وأحس أنهم لا زالوا على ذلك أدعو فأقول اللهم شل أيديهم إذا عملوا لي سحرا وكانوا على عدم جهل في أن هذا حرام أو إذا عملوا لأولادي نفس الشيء أدعو وهكذا ما يهمني فيما شرحت معرفة هل أنا أدعو بإثم أو اعتداء في الدعاء ولأن ذلك من أسباب عدم استجابة الدعاء، مع العلم أحيانا لما يحكون معي كلاما حلوا قلبي يلين ناحيتهم وأشفق عليهم وأدعو لهم بالخير والله يا شيخي لم أعد أعرف بماذا أدعو بالنسبة لهم لأنهم أرهقوني أرهقوني بمعى الإرهاق ويعلم الله ذلك اللهم إن ما كتبته ليس شكوى إنما لأكون على بصيرة من أنني لا أغضب وجهك الكريم في أي صغيرة أخي الكريم أرجو من الله أن لا تهملوا رسالتي هذه وتضعوا لها الأهمية لأنني حقا بأمس الحاجة للجواب الشافي بإذن الله تعالى وأنا أنتظر ذلك بفارغ الصبر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسرعة استجابة الدعاء وصدق الرؤى وتحققها أدلة على الخير. ففي حديث قدسي أخرجه البخاري يقول الله تعالى: وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه..
وما ذكرته من احتمال أن يكون سبب ذهاب ما كنت فيه من سرعة استجابة الدعاء وفقدان حلاوته ونحو ذلك هو أنك كنت تدعين على أولئك الذين وصفتهم بالظلم والقهر والسحر وغيرها هو أمر مستبعد، لأن الدعاء على مثل هؤلاء مباح، وراجعي في حكمه فتوانا رقم: 20322 ولعل السبب لما ذكرت هو إقامتك في المكان المذكور بين أهل المعاصي والفجور، أو أنه صدر منك شيء ما كنت تحسبينه كبيرا عند الله وهو بخلاف تصورك، أو أن الله أراد أن يدخر لك مقابل دعائك من الثواب ما هو خير لك من الاستجابة، أو أنه أراد لك أن لا تغتري بما كنت فيه، أو غير ذلك...
وعلى أية حال، فواجبك هو أن تبقي ملتزمة بأوامر الله ومبتعدة عن نواهيه، ومواظبة على النوافل والذكر والدعاء، ولا شك أن ذلك سيكون لك فيه خير كثير، سواء صحبته رؤى صادقة واستجابة دعاء ونحوها، أو لم يصحبه شيء من ذلك.
والله أعلم.