عنوان الفتوى : صريح الإيمان يمنع من قبول ما يلقيه الشيطان
قد وصلتني الإجابة على سؤالي بارك الله فيكم، وذلك بتوجيهي إلى فتاوى سابقة، ولكن سؤالي الآن هو: استناداً إلى رقم الفتوى: 22055 هو كيف لي أن أحدد أي الحالتين تنطبق علي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا قد ذكرنا في الفتوى المشار إليها ضوابط للحالتين المذكورتين، وبإمكانك أن تحدد أنت أي الحالتين تنطبق عليك، وتبادر إلى الحل المناسب، أما نحن فنظن أن حالتك هي الحالة الأولى، وبناءً على ذلك، فإننا نضيف لك على ما سبق أن هذه الوساوس والخطرات لم ينج منها أحد كما صح عن ابن عباس أنه سأله أبو زميل قال: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت والله ما أتكلم به، قال فقال لي: أشيء من شك، قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ. قال فقال لي: إذا وجدت من نفسك شيئاً فقل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. رواه أبو داود وحسنه الألباني، واعلم رحمك الله أن استقباح المرء لهذه الوساوس أمارة على الإيمان لا على نقيضه، كما روى مسلم في صحيحه وأبو داود واللفظ لمسلم عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
قال الإمام الخطابي: ومعناه أن صريح الإيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم والتصديق به حتى يصير ذلك وسوسة لا يتمكن من قلوبكم، ولا تطمئن إليه نفوسكم، وليس معناه أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، وذلك أنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله، وقد روي في حديث آخر أنهم لما شكوا إليه ذلك، قال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. انتهى.
ولكن الواجب عليك أن تنتهي ولا تسترسل في خطرات الشيطان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله، فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله. رواه مسلم وأبو داود ورواه البخاري بلفظ: فليستعذ بالله ولينته.
وإن شاء الله إن نفذت نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم ستكون من الناجين، وسيذهب عنك ما تجد، وننصح لك بقراءة القرآن بتدبر مع شغل وقتك بما ينفعك في الدنيا والآخرة حتى لا يبقى وقت للشيطان يوسوس لك فيه.
والله أعلم.