عنوان الفتوى : خفف الله عن هذه الأمة من الآصار التي كانت على من سبقنا
هل هناك بعض الأمور التي كانت حلالا بالنسبة لليهود أو النصارى ثم حرمت على المسلمين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لا نعلم شيئاً من المطعومات أو المنكوحات أو الملبوسات كان مباحاً لليهود والنصارى ثم حرم على المسلمين، إلا أن هناك بعض الأشياء التي شرعت لهم على سبيل العقوبة، ثم خفف الله علينا ولم يشرعها لنا، بل حرمها علينا، فمن ذلك أن بني إسرائيل شرع الله أن يقتلوا أنفسهم بعد عبادتهم العجل، قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {البقرة:54}.
وقال ابن العربي في تفسير قول الله تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ : كان فيما سبق من الشرائع تكاليف كثيرة فيها مشاق عظيمة، فمن ذلك في البول كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه فخفف الله ذلك عن هذه الأمة بالغسل بالماء.
والله أعلم.