عنوان الفتوى : القرض بعد قبضه يدخل في ملك المقترض

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

رقم الفتوى: 51181 توضيح و تابع للسؤال، أنا شاب رزقني الله عملا في محل وبارك لي فيه رغم كثرة العراقيل. بدأ عملي من يوم هجرة أخي إلى الخارج والذي يعتبر صاحب الشركة، بحيث استخلفته في هذا المحل، لأني كنت أبحث عن عمل من جهة ولأني حاولت تسديد ديونه من جهة أخرى، إن هذا المحل مستأجر وفيه لوازم وأدوات لازمة للعمل اقترضها أخي من البنك ولم يسدد المبلغ كاملا وقد اكتشفت مؤخرا أن هذا القرض كان بفائدة قليلة. - أخي لا يبالي بتسديد البنك لأنه مقيم في الخارج الآن. - أبي يريد مني السعي لتسديد الدين بشرط عدم دفع الفائدة الزائدة مهما كانت. - وأنا في حيرة من أمري لأن الدين كبير والمدة الباقية للتسديد هي عامان ومدة إيجار المحل باقية ثلاثة أشهر وأنا باستطاعتي تجديد عقد الإيجار، فهّلا وجهتموني ماذا أعمل؟ 1- هل أواصل العمل في المحل وأجدد العقد وأسعى لتسديد دين أخي دون تقديم فوائد للبنك، أم أتوقف عنه، الأمر الذي سيجعل البنك يحجز اللوازم ويقاضي أخي في المحكمة، وأعود أنا إلى حالتي القديمة من دون عمل . 2- هل أواصل عملي هذا كــمسير محل "كراء أجهزة الكمبيوتر لإنترنيت" cybercafé" 3- ما هو حكم المال الذي جمعته لنفسي دون علم مسبق بنوعية القرض. تابع وتوضيح للسؤال : إن أخي هاجر فجأة إلى الخارج و لم يكن يوجد فرد لاستخلافه سوى أنا، وكانت نيتي آنذاك تغيير بعض المخالفات في المحل كالغناء والسيجارة.... من جهة وأيضا كان هذا العمل كتجربة لي في مجال الإعلام الآلي بحيث كنت أبحث عن عمل، أخي يعلم أني قد استخلفته ولا يعارض هذا، قبيل ذهابه لم تكن له المصاريف اللازمة للسفر مما ألزمه الأمر بأن وكأنه باع اللوازم المستأجرة إلى أبي الذي أعطاه المال الكافي لسفره والذي ترك لي المسؤولية في تسيير المحل وأن تكون الفائدة لي، وأنا اسعى إن استطعت (الأمر الذي يتطلب سنتين أو أكثر) لتسديد الدين؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان والدك قد اشترى أدوات المحل من أخيك وترك لك إدارة المحل وما يحصل منه من ربح، على أن تسعى في سداد دين أخيك إن استطعت، فلا بأس بذلك، وننصحك بالاستمرار في العمل ومراعاة الضوابط الشرعية فيه، وأن تجدد عقد المحل.

أما بالنسبة لسداد الدين مع ما عليه من فوائد.. فإن استطعت أن تقتصر على سداد رأس مال هذا الدين دون ما عليه من فوائد فافعل ذلك، وإن لم تستطع فلا حرج أن تسدد هذا الدين مع ما عليه من فوائد لعجزك عن التخلص منها، لقول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه.

وأما حكم المال الذي استفدته من هذا المحل فهو مباح ما دام نشاط المحل مباحاً، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 6075.

ولا يضر كون أدوات المحل قد اشتريت بقرض ربوي، لأن القرض بعد قبضه يدخل في ملك المقترض ويصير دينا عليه، وسواء في ذلك القرض الربوي أو غيره، إلا أنه في القرض الربوي يأثم المقترض لتعامله بالربا، ويجب عليه التوبة إلى الله منه.

والله أعلم.