عنوان الفتوى : من اشترى شيئا بقرض ربوي هل يلزمه التخلص منه
ياشيخ أريد أن أبلغك بالسالفة من أولها كنت إنساناً أعمل المحرمات ومن هذه المحرمات أنني أخذت قرضاً ربوياً واشتريت مزرعة مشتركا مع ابن عمٍ لي نصفها لي والنصف الآخر لابن عمي وبنيت لي بها فيلا وزرعتها من خلال مالي ومال زوجتي أي من الراتب ولقد أعطاني والدي وأخي ووالدة زوجتي مبالغ للمساعدة وهذه العطية هبة ساعدتني على بناء الفيلا ومع الأيام أخذت قرضا وتشاركت مع أخي وصديق لي بمساحة من المزرعة بمشروع تجاري وبعد سنة جددت هذا القرض وعملت لي مشروعا خاصا بي أي الآن يوجد بالمزرعة مشروعان مشروع أنا به شريك ومشروع لي وحدي وياشيخ الآن ندمت على ماعملت و أسمع الأشرطة الدينية وعرفت عقوبة الربا وأنا خائف من غضب الله ويشهد الله علي يا شيخ إنني الآن أصلي الجماعة بالمسجد وأكثر من الاستغفار خائف من غضب الله وأرجو مغفرته لقد عملت الكثير من المعاصي ولكنني ندمت وبكيت وأنا الآن خائف لا أدري ماذا أفعل هل أبيع المزرعة علما بأن معي شركاء 1) الشريك الأصلي وهو ابن عمي 2) أخي وصديقي وهم شركاء بالمشروع فقط وليس لهم أي اسم في الصك الخاص بالمزرعة يا شيخ لا أخفيك علما بأن المشروعان يدران مبلغًا ممتازاً وهذا المبلغ يساعدني علما بأن قيمة القرض 48 ألف دينار كويتي وقيمة القسط نصف راتب وهو 380 دينار ومدة القرض 20 سنة ولم يمض منه إلا سنة واحدة فقط إذا بعت المزرعة ولم تسدد قيمة القرض فهنا سيحدث ضرر علي وأنت أعلم بحال الدنيا وطلبات الزوجة والأولاد يا شيخ أريد منك النصيحة وأطالبك بها وأرجو منك أن لا تتجاهل طلبي هذا فأنا ندمان وأرجو من الله أن يغفر لي ولكنني أريد الحل الشرعي أريد الحل الشرعي أريد الحل الشرعي ماذا أفعل جزاكم الله خيرا وأثابكم على جهودكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقرض بفائدة هو عين الربا، والربا من كبائر الذنوب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (البقرة:278)، وقال صلى الله عليه وسلم: الربا ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه. رواه ابن ماجه مختصراً والحاكم بتمامه وصححه. وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية. فعليك أولاً بالتوبة مما بدر منك، وأن تعزم ألا تعود إلى مثله أبداً. والواجب عليك الآن هو التوبة والندم والاستغفار مما مضى، وإن استطعت أن ترد للبنك نفس المبلغ المقترض بدون فائدة فافعل، فإن ألجؤوك إلى الفوائد فهم يتحملون وزرها، واعلم أن بيع المزرعة والبيت لا يلزمك وتكفيك التوبة الصادقة. وكذا المشاريع التي تم إنشاؤها من هذا القرض فإنه لا يلزم بيعها وهي الآن ملك لك تفعل فيه ما تشاء، واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما دمت قد تبت فهنيئاً لك والتائب حبيب الرحمن إن الله يحب التوابين وقد تقدم تفصيل الكلام في الفتوى رقم: 24426، والفتوى رقم: 1882 ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لنا ولك وأن يتقبلنا وإياك في التائبين. آمين.
والله أعلم.