عنوان الفتوى : مسائل تتعلق بالوسوسة في النذور والطلاق
أرجو أن يتسع صدركم لي و ألا تملوا من طول رسالتي.. أنا شاب من مصر.. أنا مصاب بمرض يسمى بالوسواس القهري كما علمت من أحد أشهر الأطباء النفسيين في مصر ومن المشاكل في هذا المرض أنه يأتي لي بأشياء مزعجة كأن يدفعني أن أسب الله في تفكيري والعياذ بالله و كأن يجعلني أكرر كلمات معينه و يجعلني مثلا أقول كلمة الطلاق في تفكيري و لقد قال لي طبيبي النفسي إنه لا حرج علي حتى ولو قلتها (كلمة الطلاق) بلساني عندما تأتيني الوسوسة و أظنه أيضا (المرض) السبب في خوفي أحيانا من العديد من الأشياء كالشعور بأني مصاب بمرض معين. أظن في هذه الآونة أن الوسواس القهري بدأ يأتي لي في موضوع النذور و دخلت تقريبا في هذه الدائرة ومنذ أيام بدأت أتذكر ما نذرت من نذور في حياتي و أنا كنت قد نذرت منذ فتره طويلة أن أوزع نصف ما أكسب من الجوائز التي يضعها المصنعون في عبوات المنتجات الاستهلاكية أو أي جائزة من هذا القبيل على الفقراء و أظن أني أضفت عليه مثلا أشياء أخرى مثل إن كسبت في برنامج من سيربح المليون سأوزع نصف الجائزة على الفقراء و إن وجدت مالا في الشارع أوزع نصف العشر الذي يعطيه لي صاحب المال عند إعادتي المال إليه. أنا لا أتذكر إن كنت قد نذرت هذا و ذاك أم أنني اعتبرت مثل هذا الكسب مشابها للجوائز التي أكسبها من عبوات المنتجات فقررت إضافته للنذر و لست متأكدا إن كنت أضفت أن أوزع نصف ما يأتيني من المال بطريقة غير متوقعه أم أنني قررت هذا فقط في تفكيري. و هناك نذر آخر و لا أعلم كيف تذكرت هذا النذر و هو أنه أي أموال أكسبها بدون عمل سأوزع نصفها على الفقراء. أنا غير متأكد إن كنت نذرت هذا النذر فعلا أم أنه نتيجة تذكر النذور السابق ذكرها حيث إنهم يشتركون في نقطة توزيع نصف القيمة ..لست متأكدا..أنا أحاول كثيرا أن أتذكر كيف خطر هذا ببالي… أحيانا أتخيل أو أتذكر نفسي و أنا أنذر النذر و أحيانا أقول أرى أنني لم أنذر هذا النذر. لم يأت هذا النذر ببالي إلا في الآونة الأخيرة عندما بدأت أتذكر النذور عندما دخلت في هذه الدائرة.. ملحوظة أثناء مناقشتي لصديق لي في النذور السابقة أو أحدها قال لي "يعني مثلا نذرت أي أموال تجيلك من غير مجهود إن توزع نصفها علي الفقراء؟" فقلت له "نعم و هذا أيضا أخاف أن أكون نذرته". أنا أيضا أخاف أن يكون عدم تأكيدي ناتجاً عن عدم رغبتي في إخراج المال و أخاف من أن أكون قد تذكرت هذا النذر فعلا و أنه لا دخل للوسواس بذلك. أيضا هناك احتمال ان كنت قد نذرت هذا النذر إن كنت أقصد به الأموال التي تأتيني بطريقه سهلة أو غير متوقعة و طبعا هبة الأب متوقعة إن لم تحدث أن آخذها عند الميراث مع العلم أن أبى كثير البيع لأملاكه و كثير الصرف للمال. أبي..جزاه الله خيرا.. أعطاني هبات أنا و إخوتي كي أبدأ حياتي بها و هي شقة أؤجرها و أرض و نصيب في العديد من أملاكه و أعطى للذكر مثل البنتين و لزوجته مثل نصيب البنت و استبقى لنفسه نصيباً مثل نصيبي و استبقى أيضا جزءا تحسبا لإنجاب ذكر في المستقبل. و أنا غير متأكد متي نذرت هذا النذر الأخير بالتحديد إن كنت قد نذرته فعلا و لكني أظن إن كنت قد نذرته فانه بعد أن وهبني أبي هذه الهبات و لكني غير متأكد. ماذا أفعل؟ هل أنا ملزم بالوفاء بهذا النذر الاخير الذي تحدثت عنه و هو أنه أي أموال أكسبها بدون عمل سأوزع نصفها علي الفقراء ؟ و إن كنت ملزما به ماذا يجب علي فعله في هبات أبي؟ و اذا بعت شيئا أو أجرت شيئا مما وهبه لي أبي هل أوزع نصف ثمنه أو قيمة الإيجار على الفقراء؟ و هل تعتبر هبات أبي مالا غير متوقع كجوائز برنامج من سيربح المليون و ما يعطيه لي صاحب المال الضائع عند اعادتي المال اليه؟ و على افتراض وجوب الوفاء به و مقدرتي علي الوفاء به هل من سبيل لعدم الوفاء و عمل أي شيء آخر لتبرأ ذمتي؟ و إن كنت قد استفتيت عالما آخر غيركم و لكني أحسست وشبه متأكد أنه لم يفهم رسالتي الصوتية على الهاتف الإسلامي بالضبط هل يجوز لي الاختيار بين فتواكم و فتواه؟ أرجو ألا أكون قد أزعجتكم بطول الرسالة و جزاكم الله خيرا عني. أود أن أقول أنه في الوقت الذي أظن نفسي نذرت فيه هذه النذور ان كنت قد نذرتها لم أكن مصابا بالوسوسة في موضوع النذور. و أنا أعنى أن الوسوسة ممكن أن تكون في نقطة التذكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك مما أصابك، وعليك بصدق الالتجاء إلى الله، فإنه وحده القادر على كشف ما أصابك، قال تعالى :{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ}(النمل: 62)
وعليك بذكر الله، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد:28)
وراجع في الوسواس القهري وفي علاجه الفتوى رقم: 3086 .
وليس عليك حرج فيما يهجم على فكرك ويدور في نفسك من سب الله ومن الطلاق مادام ذلك ليس بإرادة منك، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، مالم يتكلموا أو يعملوا به، ومعناه في البخاري وغيره ، لكن يجب عليك مدافعة مثل هذا الوسواس لأن الاسترسال معه قد يؤدي إلى الرضا به والركون إليه.
وأما إن تلفظت بطلاق زوجتك فإنه يلزمك خلافا لما قاله لك الطبيب إلا أن تكون لا تعي ما تقول أو تشك في أنك قلته، وراجع فيه الفتوى رقم: 6146.
وفيما يتعلق بهذه النذور التي يبدو أنك تشك فيهما جميعا أي فيما إذا كانت حصلت منك أم لا ، فليس عليك فيها شيء لأن الأصل براءة الذمة واليقين لا يزول بالشك، أما الجوائز التي ترفق بالمنتجات فقد ذكرت أنك نذرت تصفها بيقين فهذه يجب الوفاء بها، وراجع الفتوى رقم: 22714.
واعلم أن حكم الاشتراك في مسابقة من سيربح المليون لا يجوز لأنها من الميسر، وراجع فيها الفتوى رقم: 7743.
ثم إذا كنت استفتيت عالما وعلمت أنه لم يفهم سؤالك فلا عبرة بفتواه لأنها غير مطابقة لحقيقة ما سألت عنه.