عنوان الفتوى : الأنبياء الذين ذكروا في القرآن ولم يكونوا رسلا
عدد الأنبياء والمرسلين الذين ذكروا في القرآن الكريم خمسة وعشرون، هل منهم من هو نبي فقط ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أهل العلم اختلفوا في الفرق بين النبي والرسول، وبناء على اختلافهم يختلف الجواب: فذهب بعضهم إلى أن الرسول من أمر بتبليغ شرع الله إلى المخالفين المنحرفين، وأن النبي من أمر بتبليغ شرع الله للمقتنعين به، وقد رجح هذا القول شيخ الإسلام.
وعلى هذا؛ فيكون آدم نبيا ولا يكون رسولا، فإن آدم كان يعلم ذريته الشرع وتعاليم الدين، وقد ثبتت نبوته بالحديث: كان آدم نبيا مكلما. رواه الحارث في مسنده، وصححه الألباني في الصحيحة.
ويؤيد كونه لم يكن رسولا ما في الصحيحين في حديث الشفاعة أن الناس يقولون لنوح: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض.
وقيل إن الرسول من بعث بشرع جديد وأمر بتبليغه، والنبي من بعث بتجديد شرع من قبله.
وعلى هذا؛ يكون إسماعيل وإسحاق وسليمان وأغلب أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام أنبياء ولا يكونون رسلا، فإن إسماعيل وإسحاق بعثوا بملة إبراهيم، وبعض أنبياء بني إسرائيل كانوا يدعون لما نزل على موسى في التوراة، وقد رجح هذا القول الشوكاني والألوسي في تفسيريهما، وهناك أقوال أخر راجعها في الفتوى رقم: 27003 والفتوى رقم: 4046 والفتوى رقم: 9475.
والله أعلم.