عنوان الفتوى : هل يصلي الفجر منفردا بغلس أم يسفر بها مع الجماعة؟
السادة الأفاضل نظرا لأن الوقت في غرب أمريكا قصير ليله جدا ، فمثلا ننتهي من صلاة العشاء في الثانية عشرة ليلا تقريبا وصلاة الفجر الساعة الثالثة صباحا ، واخترنا أن نصلى الفجر بالإسفار رحمة بالناس وتسهيلا لحضورهم مع بعد المسافات هنا عن المسجد للضرورة خاصة في هذا الوقت ، وأصر أحد الإخوة الأفاضل على أداء صلاة الفجر بالغلس واصبح يصلي الفجر في منزله رغم أنه من اقرب الناس سكنا الى المسجد ومن طلبة العلم وقال " صلاتي في وقت الغلس في بيتي أفضل من صلاتكم في وقت الإسفار في جماعة " فهل ماقاله حق ؟ أخوكم امين حسام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اتفق أهل العلم على أن من صلى الفجر في ما بين طلوع الفجر وشروق الشمس فقد أداها في وقتها وبرئت ذمته بذلك.
فإذا كان تأخيركم لصلاة الفجر إلى وقت الإسفار أرفق بالناس وفيه دفع للمشقة والحرج فلكم ذلك، وقد قال الله تعالى: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ] الحج: 78).
وأما الأخ الذي أراد أن يصلي في بيته منفردا أول الوقت فقد اختلف أهل العلم في أيهما أفضل، أداؤها أول الوقت منفردا أم الإسفار بها جماعة؟
فذهب مالك رحمه الله إلى أن أداءها أول الوقت منفردا أفضل من أدائها وقت الإسفار منفردا.
وذهب الشافعية إلى أن أداءها وقت الإسفار جماعة أفضل من أدائها أول الوقت منفردا.
ويرى الحنفية أن أداءها آخر الوقت أفضل مطلقا.
وعلى كل فإننا نرى أن الأفضل لهذا الأخ أن يصليها مع الجماعة وقت الإسفار إذا لم يكن في ذلك مشقة عليه، لا سيما وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن صلاة الجماعة واجبة.
وأما إن كان في انتظار الجماعة مشقة عليه فله أن يصليها في بيته جماعة مع أسرته، وقد قال صلى الله عليه وسلم: صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل. رواه أبو داود والنسائي وغيرهما.
ولا شك أن الأحاديث التي وردت في فضل صلاة الجماعة أكثر وأصرح من التي وردت في فضل الصلاة أول الوقت.
والله أعلم.