عنوان الفتوى : المسلم مطالب بأن يكثر من طلب العفو من الله
متى وأين يكون الدعاء بالعفو ؟ أفيدوني جزاكم الله عني خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم بحاجة إلى أن يكثر من سؤال الله تعالى العفو عما يصدر عنه من المعاصي أو التقصير الذي لا ينفك عنه بحكم نقصه وخطئه الملازمين له.
وقد ورد في نصوص الوحي سؤال العفو من الله تعالى مقيدا بأوقات مخصوصة ومطلقا غير مقيد بوقت، فمن ذلك ماذكره الله تعالى من قول المؤمنين الصادقين في خواتم سورة البقرة: [ رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ] (البقرة: 286)
وفي صحيح مسلم أن الله تعالى قال: نعم عندما قال المؤمنون ذلك.
ومن ذلك أيضا عندما يتعرف المسلم على ليلة القدر
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يارسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها، قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وصححه الشيخ الألباني.
ومن ذلك عند الصباح والمساء فعن عبد الله بن عمر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم أني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
رواه أبو دواد وابن ماجه وأحمد في المسند وصححه الشيخ الألباني.
ولا يعني هذا حصر طلب العفو والعافية من الله عز وجل في هذين الوقتين، بل المسلم مطالب بالإكثار من الدعاء بهما دون تحديد بعدد ولا تخصيص بوقت فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم أمر أبابكر الصديق رضي الله عنه بسؤال الله العفو و والعافية، ففي سنن الترمذي وغيره عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد خيرا من العافية. فينبغي للمسلم دائما أن يكثر من سؤال الله تعالى العفو خصوصا إذا صدرت معصية حتى يكون من السعداء الذين قال الله تعالى في أوصافهم:
[وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ]
(آل عمران: 135 ـ136 )