عنوان الفتوى : شتان ما بين الذكر الجماعي والاجتماع للذكر
هل الاجتماع للذكر والتسبيح هو بدعة ، فعندما قال عبدالله بن مسعود لقوم (لا أذكر اللفظ بالتحديد) ولكن جئتم بدين جديد وما أراكم إلا مفتتحي باب فتنةفكيف التوفيق بين هذا الأثر وحديثي النبي صلي الله عليه وسلم فيما ورد في مسلم في كتاب الذكر والدعاء((لايقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة)) وحديث البخاري في كتاب الدعوات((إن لله ملائكة يطوفون الطرق يلتمسون أهل الذكر)).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأثر الذي لابن مسعود، والذي قلت إنك لا تذكر لفظه بالتحديد، مخرج في معجم الطبراني الكبير ومصنف عبد الرزاق وغيرهما، ونصه: جاء المسيب بن نجبة إلى عبد الله، فقال: إني تركت قوما بالمسجد يقولون: من سبح كذا وكذا فله كذا وكذا. قال: قم يا علقمة اشغل عني أبصار القوم، فلما سمعهم وما يقولون، قال: إنكم لمتمسكون بذنب ضلالة، أو أنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وورد بألفاظ أخرى كلها قريبة من هذا المعنى.
وواضح أن لا تناقض بين أثر ابن مسعود والحديثين اللذين جئت بهما، لأن ابن مسعود رضي الله عنه ينهى عن تحديدات من الذكر والتسبيح لم ترد في الشرع، ولم ينه أبدا عن الاجتماع للذكر، والاجتماع للذكر والتسبيح ليس بدعة بل هو من السنة ومن الأفعال الحسنة كما هو واضح في الحديثين الذين ذكرتهما أنت.
وأما الذي اعتبر من البدعة فهو الذكر الجماعي، وكنا قد بينا حكمه، فراجع فيه الفتوى رقم: 1000.
وشتان ما بين الذكر الجماعي والاجتماع للذكر.
والله أعلم.