عنوان الفتوى : القلم مرفوع عن فاقد عقله ما دام كذلك
لي أم تعرضت لمشاكل نفسية جراء الحجاب منذ فترة طويلة مما أثر عليها وعلى قواها العقلية و تأثر تدينها إلى حد خطير فهل تعتبر ممن رفع عنهم القلم مع العلم أني أساعدها بالدعاء بالفرج و المغفرة؟جزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتكليف مناطه العقل، ومتى وصل المرء إلى درجة فقدان العقل، سقط عنه التكليف، وصار ممن رفع عنهم القلم. روى أبو داود والنسائي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة، عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن المجنون حتى يفيق. وعلة رفع القلم عن المجنون هي فقدان العقل، فإذا فقد شخص عقله بأي سبب آخر من إغماء أو خرف أو غيرهما، كان مرفوعا عنه القلم حتى يفيق ويصحو من ذلك.
وبناء عليه فإن كانت أمك فاقدة العقل حقا فإنها مرفوع عنها القلم ما دامت كذلك، وإذا عاد إليها عقلها عاد إليها التكليف.
ونسأل الله أن يتقبل منك دعاءك لأمك، واعلمي أن برك إياها في الظروف التي هي أكثر احتياجا إلى المساعدة يعتبر أجره كثيرا، وهو وسيلة لدخول الجنة. روى مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة.
والله أعلم.