عنوان الفتوى : لماذا ذكرت مريم عليها السلام في القرآن باسمها دون سائر النساء؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لماذا لا نجد في القرآن اسم أيّ امرأة باستثناء مريم؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

أولاً:

جاء ذكر مريم عليها السلام في القرآن أكثر من ثلاثين مرة، ولم يرد اسم غيرها من النساء بأسمائهن، وذلك أن قصة مريم ارتبطت بمفهوم عقدي عند النصارى يجعل التصريح باسمها أبلغ في الاستدلال، لأن الأسماء نص لا تقبل التأويل، فلو ذكر كناية لنازعوا في الأمر، فذكره الله صريحاً مقرونا بابنها عيسى عليه السلام، وقصة ولادته، حتى ترتفع دعواهم بأن عيسى ابن الله؛ ويتقرر أنه ولد من مريم كما يولد البشر.

وقد ذكر العلماء من حِكم ن ذلك، أنه لما قالت النصارى في مريم وفي ابنها ما قالت، صرح الله تعالى باسمها، ولم يذكره كناية؛ تأكيدا لأمر العبودية التي هي صفة لها، وإجراء للكلام على عادة العرب في ذكر أبنائها.

ومع هذا؛ فإن عيسى لا أب له، واعتقاد هذا واجب؛ فإذا تكرر ذكره منسوبا إلى الأم، استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه، وتنزيه الأم الطاهرة عن مقالة اليهود لعنهم الله.

انظر: "البرهان في علوم القرآن" (1/163).

وبكل حال؛ فالقرآن كلام الله تعالى، ووحيه وتنزيله، محكم الآيات، أنزله الله نورا وهدى للناس؛ ولا شك أن لمريم عليها السلام من الخصوصية، ما ليس لغيرها من النساء؛ ولهذا فضلها الله تعالى على غيرها من النساء، وبشرها بهذا الاصطفاء، وتلك المنزلة. قال الله تعالى:  وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ آل عمران/42-43.

ولا شك أن شأنها في حمل ولدها، نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، ووضعه، وما كان في ذلك من الآيات الباهرات: لم يكن لغيرها من نساء العالمين؛ فلا عجب أن تكون مخصوصة بالذكر والشرف في كتاب الله الكريم، دون نساء العالمين أيضا. وقد يكون لذلك من الحكم والأسرار سوى ما ذكرناه، أو وقفنا عليه؛ والله أعلم بمراده: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ.

والله أعلم.
 

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...