عنوان الفتوى : حكم صلاة الجمعة لو اقتصر الإمام في الخطبة الثانية على الدعاء فقط
قرأت سؤالًا نصه: ما حكم صلاة الجمعة لو اقتصر الإمام في الخطبة الثانية على الدعاء فقط؟ وكان الجواب في نهايته بأن الصلاة لا تصح، وتم ذكر المصادر من المذهب المالكي، وكان في الجواب: ويشترط لصحة الخطبة أن تكون مما تسميه العرب خطبة، بأن يكون كلامًا مشتملًا على وعظ، وتذكير… وسؤالي ليس عن صحة الصلاة، أو الخطبة، وإنما: إذا دخلت أحد المساجد، واستمعت للخطبتين، ثم تبين لي أن الخطيب اقتصر في الخطبة الثانية على الدعاء فقط، فهل يجوز لي أن أخرج من المسجد، وأن لا أبدأ الصلاة معه، وأبحث عن مسجد آخر، وأصلي الجمعة، إن استطعت، وإن لم أستطع أصليها ظهرا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فللعلماء أقوال فيما تصح به خطبة الجمعة، والحنفية يصححون الجمعة إن اشتملت على خطبة واحدة، خلافا للجمهور، وانظر مزيد التفصيل في الفتويين: 115949، 252907.
وإذا علمت هذا، فإن كان الخطيب يقتصر على الدعاء في الخطبة الثانية دون الإتيان بأركان الخطبة المعروفة، فإن رجوت أن تدرك الجمعة في مسجد آخر يستوفي خطيبه أركان خطبة الجمعة، فاذهب إليه، خروجا من الخلاف، ولتصح جمعتك عند جميع العلماء، وإن لم ترج ذلك فنرى لك أن تقلد الحنفية القائلين بصحة الجمعة في هذه الحال، وذلك لأن المسألة اجتهادية ليس فيها نصوص قطعية، ومراعاة فعل شعيرة الجمعة أولى من تركها، ما دامت تصح في قول معتبر للأئمة، والأخذ بالقول المرجوح لمصلحة مما سوغه بعض الفقهاء، وانظر الفتوى: 125010
وإن أردت أن تحتاط، وتصلي ظهرا بعد هذا، فلا حرج مع ضرورة مناصحة ذلك الإمام، وحثه على أن يأتي بأركان الخطبة، ويخرج من خلاف العلماء في هذا الأمر، لتصح صلاة الناس بيقين.
والله أعلم.