عنوان الفتوى : المقاصد الشريفة للبسملة
هل البسملة هدفها الفصل بين السور؟ أم هي كذلك.... لمعناها، أي الاستعانة باسم الله تبركا به على فهم القرآن، وتدبره، وحفظه، وفهمه، والعمل به، أو أن نكون من أهله عامةً، قارئين للقرآن الكريم؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من مقاصد البسملة الفصل بين السور، ومعرفة بداية كل سورة، ونهايتها.
قال السيوطي في الإتقان: أخرج أبو داود، والحاكم، والبيهقي، والبزار من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة؛ حتى تنزل عليه: بسم الله الرحمن الرحيم، زاد البزار: فإذا نزلت، عرف أن السورة قد ختمت، واستقلت، أو ابتدأت سورة أخرى- وأخرج الحاكم من وجه آخر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة؛ حتى تنزل: بسم الله الرحمن الرحيم، فإذا نزلت، علموا أن السورة قد انقضت- إسناده على شرط الشيخين، وأخرج الحاكم أيضًا من وجه آخر، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه جبريل، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، علم أنها سورة- إسناده صحيح، وأخرج البيهقي في الشعب، وغيره، عن ابن مسعود قال: كنا لا نعلم فصلًا بين السورتين حتى تنزل: بسم الله الرحمن الرحيم.... اهـ.
ومن مقاصدها كذلك توسل العبد بأسماء الله تعالى المذكورة فيها، وهي: الله، الرحمن، الرحيم.. فيتوسل إلى الله بأسمائه أن يعينه، ويوفقه فيما ذكر اسم الله في أوله من قراءة، أو غيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى -22/ 392: وإذا كانت البسملة مقصودة عند جمهورهم فهي وسيلة، إذ قول القارئ بسم الله معناه: بسم الله أقرأ، أو أنا قارئ، ولهذا شرعت التسمية في افتتاح الأعمال كلها، فيسمي الله عند الأكل، والشرب، ودخول المنزل، والخروج منه، ودخول المسجد، والخروج منه.. وغير ذلك من الأفعال.. وهي عند الذبح من شعائر التوحيد.. فالصلاة، والقراءة عمل من الأعمال، فافتتحت بالتسمية، ولهذا إنما أنزلها الله في أول كل سورة، وهي من القرآن، حيث كتبت كما كتبها الصحابة، لكنها آية مفردة في أول السورة، وليست من السورة. انتهى.
والله أعلم.