عنوان الفتوى : جواز ذكر الآيات الكريمة الموافقة لمقتضى الحال
دائما أردد القرآن، وأستمع له على الجوال في الطريق، والمواصلات... وفي بعض الأوقات أكون على غير وضوء، ويبدو أنني من أجل تأثري بما أسمع أصبحت أردد بعض الآيات لا إراديا، وأحاول أن أتجنب ذلك في دورات المياه... لكنها تتردد في عقلي، وأحاول قدر المستطاع أن لا يرددها لساني، فهل في ذلك حرج؟ وأيضا فإنني أقتبس بعض أساليب القرآن في الردود على الناس، فمثلا: عندما أتفق مع شخص على أمر ما.. أقول: ليقضي الله أمرا كان مفعولا- وعندما تحدث مشكلة في العمل... أقول: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون- فهل في ذلك ذنب، أو كراهة.. ويشهد الله على ما في قلبي أنني لم أقصد اللعب، واللهو بكلام الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك على ما ذكرت من الاهتمام بكتاب الله تعالى، والعيش معه، فإن تلاوة القرآن عبادة عظيمة الثواب، حيث يحصل القارئ على عشر حسنات مقابل حرف واحد من حروف الهجاء، ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي، وغيره، قال صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف.
ولا حرج عليك في التلفظ ببعض القرآن، وأنت داخل الحمام من غير قصد، أما مجرّد تدبره، واستحضاره في الحمام، فلا حرج فيه، وانظر الفتوى: 50171.
ويجوز لك أن تقرأ القرآن، وأنت على غير وضوء، إلا إذا كنت جنبا، فتحرم عليك القراءة، أما الاستماع: فلا حرج فيه على كل حال، سواء كنت جنبا أم لا، وراجع الفتوى: 55895.
أمّا قولك: فمثلا عند الاتفاق مع شخص:.... لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا {الأنفال: 44} أو عندما تحدث مشكلة في العمل تحتاج إلى صبر تقول: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ {يوسف: 18} فالظاهر أنه من قبيل الجائز.
ففي مطالب أولي النّهى للرحيباني:....... وقال الشيخ تقي الدين: إن قرأ عندما يناسبه فحسن، كقول من دُعِي لذنب تاب منه: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا {النور: 16} وكقوله عند إصابته، وعند ما أهمه: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله {يوسف: 86} وكقوله لمن استعجله: خُلق الإنسان من عجل {الأنبياء: 37} فهذا وأمثاله مما هو مناسب لمقتضى الحال جائز؛ لأنه لا تنقيص فيه. اهـ.
والله أعلم.