عنوان الفتوى : لا سبيل إلى القطع بتحقق الرؤيا
بسم الله الرحمن الرحيم أنا فسرت لي ثلاثة رؤى كلها مبشرة بالخير والحمد لله، من قبل مفسر الأحلام وحدثت بها صديقتي الحميمة بعد التفسير فهل ستتحقق إن شاء الله أم لا، لأنني حدثت بها صديقتي، وهل كل تفسير للرؤيا لا بد أن يتحقق بالتأكيد أم لا، أفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أولاً أن شأن الرؤيا جليل وأمرها عظيم، فلا تفسر إلا من عارف بتأويل الرؤى، ولا يؤخذ تعبيرها من الكتب، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 7314.
ومن رأى رؤيا حسنة فعليه أن يحمد الله ويشكره، ويزيد في طاعته ويجاهد نفسه وهواه والشيطان للابتعاد عن المعصية شكراً لله على تلك النعمة، والرؤيا الحسنة هي من المبشرات، روى البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. وفي رواية: الرؤيا الحسنة.
وقد أحسنت في تحديثك بها صديقتك الحميمة، ففي سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجه والدارمي وأحمد عن أبي رزين العقيلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يتحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت، قال: وأحسبه قال: ولا يحدث بها إلا لبيباً أو حبيبا. وفي رواية: ولا تقصها إلا على وادًّ أو ذي رأي.
وعما إذا كانت رؤاك ستتحقق أم لا، وهل كل تفسير الرؤى يتحقق بالتأكيد أم لا، فذلك ما لا سبيل إلى القطع فيه لأنه من علم الغيب الذي اختص الله به، وكل ما نعرفه في هذا الموضوع هو ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن.
ويفهم من الحديث أن رؤيا المؤمن سيغلب عليها الصدق إذا تقارب الزمان، وغلبة الصدق دالة على احتمال الكذب، وإن كان احتمالاً ضعيفاً.
والله أعلم.