عنوان الفتوى : تأويل الأحلام من إنعام الله ولا يؤخذ من الكتب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يوجد كتاب لتفسير الأحلام تنصحون به للسائل بحيث لا يقع السائل في الخطأ الشرعي؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتعبير الرؤى أمر عظيم، وذلك لأنها جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة، كما ثبت في الحديث المتفق عليه من رواية أنس رضي الله عنه، ولذلك لما سئل الإمام مالك: هل يعبِّرُ الرؤيا كل أحد؟ قال: أبالنبوة يلعب؟!. ذكره أبو عمر ابن عبد البر.
ومن اللعب بالرؤيا الاعتماد في تعبيرها على الكتب، جاء في الفواكه الدواني للنفراوي المالكي: (ولا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب، كما يفعله بعض الجهلة يكشف نحو ابن سيرين عندما يقال له: أنا رأيت كذا، والحال أنه لا علم له بأصول التعبير، فهذا حرام، لأنها تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وأوصاف الرائين، فعلمها عويص يحتاج إلى مزيد معرفةٍ بالمناسبات، ولذلك سأل رجل ابن سيرين بأن قال له: أنا رأيت نفسي أؤذن في النوم. فقال: له تسرق وتقطع يدك.
وسأله آخر وقال له مثل ما قاله الأول، فقال له: تحج.
فوجد كل منهما ما فسر له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت هذا بِسِمَةٍ حسنة، والآخر بسمة قبيحة. ولا تخرج الرؤيا عن معناها، ولو فسرت بغيره على الصحيح) اهـ.
ومما يبين أن علمها عظيم الشأن لا يصح أن يتكلم فيه كل أحد قوله تعالى - حكاية عن يوسف -: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث) [يوسف: 101]، فقد قرن ما أنعم الله به عليه من الملك، بما أنعم به عليه من علم تأويل الرؤيا، ولا يخفى ما في ذلك. والله أعلم.