عنوان الفتوى : الحزن على المعصية طريق التوبة النصوح والإقبال على الطاعة لا العجز واليأس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لباسي محترم، لكنه ليس بمواصفات اللباس الشرعي، وأنوي تخصيص مبلغ من المال كل شهر لشراء الملابس، وأنوي أن ألبسها عندما أشتري عددا معينا من الملابس، لأنني أعمل، ولا يمكنني أن أحضر كل يوم بنفس الزي، إلى الوقت الذي سأشتري فيه ملابسي، فهل ينبغي أن أكون حزينة، وأجلد ذاتي؛ لأنني أرتكب معصية؟ وإن فعلت هذا، فلن أستطيع أن أعيش، لأنني سمعت أن المسلم ينبغي أن يحزن على معاصيه، وإن بقيت حزينة، وأجلد ذاتي، فأنا أفضل الموت على العيش بهذه الطريقة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مواصفات اللباس الشرعي المطلوبة منك أن تلبسي ما يحصل به الستر من الثياب الكثيفة، التي لا تحدد الجسم، ولا تصفه، مع شروط أخرى سبق لنا بيانها بالفتوى: 6745.

فأي لباس توفرت فيه تلك الشروط كان حجابًا شرعيًا، ولا يضر تبديله كل يوم، وإن اخْتَلَّ فيه شيء من هذه الشروط، لم يعتبر حجابًا شرعيًا، ولم يجز الخروج به.

وإذا كان حصل منك تفريط في السابق، فتجب عليك التوبة مما حصل، ولا يجوز لك الإصرار، والتمادي على الباطل.

فاحرصي على التوبة الصادقة، وأحسني ظنك بالله تعالى، واعلمي أنه تعالى عند ظن عبده به، وهو سبحانه أرحم الراحمين، وهو أرحم بعبده من الأم بولدها.

ودعي عنك هذه الأفكار السلبية، فإنها من سوء الظن بالله تعالى، ومما يلقيه الشيطان في قلبك، ولا داعي لجلد الذات، بل تفاءلي، وثقي بربك تعالى، وواسع رحمته، وعظيم جوده وبره.

واعلمي أن حزن العاصي على معصيته لا يسبب القلق، ولا يجعل التائب يفضل الموت على الحياة، إذا كان صادقا في توبته، بل إن حزنه وبكاءه على ذنبه في حقيقته هو طوق للنجاة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سأله عقبة بن عامر -رضي الله عنه-: ما النجاة؟ قال: أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك. رواه الترمذي وغيره بإسناد حسن.

والله أعلم.