عنوان الفتوى : أحكام حضور المحاضرات الدراسية التي فيها منكرات
أدرس في الجامعة، والمعلمون الذين يدرسوننا أحسب أنهم درسوا في بريطانيا أو مثلها، وبعضهم يطرح أثناء المحاضرة أفكارا منكرة، مثلاً يتكلمون عن الخمور وعن أمور لا تجوز.
أجد صعوبة في الإنكار عليهم؛ لأنني أظن أنهم لن يستمعوا لي. ذات مرة شغل الدكتور موسيقى، وحاولت أن أخرج، فقال لي: سوف أسجلك غائبا.
سؤالي هو: إذا جلست معهم بغرض المحاضرة، ودراسة المقرر، ولا حظت بعض هذه المنكرات ولم أنكر. فهل أنا منهم؟
أفيدونا، جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تسمعه من منكرات أثناء الدرس عليك أن تنكره بحسب استطاعتك.
فإن كان إنكارك لهذا المنكر لا يفيد فقد اختلف أهل العلم هل يسقط عنك وجوب الإنكار أم لا؟
وراجع التفصيل في الفتوى: 308446
وإن لم تقدر على إنكار المنكر فالواجب عليك مغادرة هذا الدرس. وانظر الفتوى: 128328
وكون المدرس سيكتب عليك غيابا لا يبيح لك الجلوس بحضرة المنكرات؛ إلا إذا كان تغيبك عن الدرس سيترتب عليه ضرر في دراستك مع الحاجة إليها، ففي هذه الحالة يكفيك الإنكار بالقلب.
جاء في إعلام الموقعين لابن القيم: وما حرُم سدا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة، كما أبيحت العرايا من ربا الفضل، وكما أبيحت ذوات الأسباب من الصلاة بعد الفجر والعصر، وكذلك تحريم الذهب والحرير على الرجال حرم لسد ذريعة التشبُّه بالنساء الملعون فاعله، وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة. اهـ.
والله أعلم.